.
النشرة

اكتشاف مضاد حيوي في الأنف يمكنه معالجة البكتريا المقاومة للأدوية

كتبت: مها طـه

وجد العلماء ما يمكنه أن يكون سلاحًا حاسمًا  في المعركة ضد الجراثيم. يكمن هذا السلاح في المادة اللزجة البكتيرية في الأنف البشري طوال هذا الوقت. جاء هذا الاكتشاف عن طريق مسح وتحليل البكتريا الأنفية في 90 مشاركًا في الدراسة، والتي كشفت عن وجود سلالة من البكتريا تُسمى ”Staphylococcus lugdunensis“.

قام الباحثون بتطوير دواءًا جديدًا على أساس هذه السلالة، وأسموه Lugdunin، وهو ما يُعتبر جزء من فئة جديدة تمامًا من المضادات الحيوية. الباحثون المطورون لهذا الدواء والتابعين لجامعة توبنغن في ألمانيا، كانوا قادرين على استخدام هذا العقار في مكافحة نوع من العدوى التي تُسببها الإصابة بالبكتريا العنقودية، والتي تُسمى بالعنقوديات الذهبية المُقاومة للمثيسيلين –  MRSA.

هذه البكتريا تقاوم عدد من المضادات الحيوية وأهمها الميثيسيلين، وهذا النوع من العدوى معروف في الفئران، وهو ما يُرجح وجود علاج قوي وجديد بين أيدي العلماء، على الرغم من أن هذا ربما يأخذ بضع سنوات قبل تطوير مركب يَصلُح تمامًا للبشر.

قال ”أندرياس بيسكيل“، عالم الميكروبيولوجي (الأحياء الدقيقة)، أن المضادات الحيوية تتشكل عادة عن طريق بكتريا التربة والفطريات فقط، وأن اكتشاف مصدر جديد للمضادات الحيوية من الكائنات الدقيقة التي تعيش في جسم الإنسان يُعد اكتشافًا جديدًا.

اكتشف العلماء أن سلالة MRSA لا تجتمع إلا في حالات نادرة مع هذه النوع الجديد من البكتريا (Staphylococcus lugdunensis)، وهو ما دعم فكرة أن هذا الأخير يُساعد في مقاومة الأول والقضاء عليه.

ما يجعل هذه النتائج أكثر إثارة للاهتمام هو المشكلة المتنامية التي يعاني منها العلماء مع المُضادات الحيوية كنتيجة للجراثيم التي تتطور باستمرار لمقاومة أفضل الوسائل الدفاعية المُتمثلة في المضادات الحيوية. كما أنه لم يتم العثور على فئة جديدة من المضادات الحيوية مثل هذه التي اكتشفوها منذ الثمانينيات.

يعتقد الباحثون أن هناك المزيد من الاكتشافات في الطريق، وأن Lugdunin ما هو إلا المثال الأول أو كما صرّح ”بيسكيل“ أنه مجرد غيضٌ من فيض، أو بعبارة أخرى أنه من المُحتمل أن تكون هناك أنواع أخرى من الجراثيم التي تقاوم المضادات الحيوية التقليدية، والتي يمكن للـLugdunin أو أي نوع أخر عالق في أنوفنا محاربتها، وهو ما يتوقع العلماء الوصول له بعد سنوات من الآن.

حاليًا يمكن إضافة هذه النتائج والتي نُشرت في دورية ”نيتشر“ العلمية إلى قائمة الاكتشافات العلمية التي تحدث بالصدفة، وذلك لأن فريق البحث لم يكن يبحث من الأساس عن نوع جديد من البكتريا في بداية مشروعهم.

على صعيد آخر يحذر الخبراء من أن هذه الجرثومة سوف تُصبح مقاومة للـLugdunin في نهاية المطاف، حيث أن هذا النوع من البكتريا قد قاتل بالفعل لوقتٍ طويل داخل جسم الإنسان، وتُشير التقديرات إلى أن الجراثيم بالفعل تتطور بشكل بالغ الذكاء، بحيث يمكنها أن تؤدي لمئات الملايين من الوفيات بحلول عام 2050، وهو ما يُحفز سباق العلماء لاكتشاف مضادات حيوية جديدة لمكافحتها.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى