.
ليه وإزاي؟

مخك هيحاسب على المشاريب!

كتب: أحمد حسين

في وقتٍ ما، ومع تقدمنا بالعمر، كلنا بلا استثناء، هنحاسب على المشاريب! معظمنا يعلم أن المياة الغازية والعصائر المليئة بالسكريات ليست مفيدة لصحة أجسامنا ولا أسناننا، لكننا على أية حال نتناولها مع الأكل، أو بعده، أو قبله، بكميات كبيرة.

في دراسة جديدة على الفئران، تم رصد كم الضرر الذي تسببه المشروبات السكريّة للمخ. التغيرات التي تم رصدها تؤثر في المخ على الوظائف الإدراكية والسلوك العاطفي، بنفس الدرجة التي تؤثر بها الضغوط القوية التي يتعرض لها بعض الناس في بداية حياتهم.

من المعروف، أن التعرض لتجارب صعبة (إصابة قوية، أذى عاطفي أو جنسي، عنف مُفرط.. الخ)، في بداية الحياة، يؤدي إلى شعور بالضغط الشديد، أو أذى نفسي وجسدي شديدين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض نفسية واضطرابات عصبية في وقتٍ لاحق. يؤدي التعرض لهذه التجارب الصعبة  إلى زيادة إفراز هرمون الإجهاد الضغط الرئيسي (الكورتيزول) كذلك.

كيف تمت التجربة على الفئران؟

في البداية، تم فحص الفئران لمعرفة إذا ما كان تأثير التعرض لضغط، أو إجهاد شديد في بداية الحياة على المخ، تفاقم بعد تناول كميات كبيرة من المشروبات المُسكّرة بعد الفطام. تم منح نصف عدد الفئران، كميات كبيرة من الطعام العادي والماء، أما النصف الأخر، فتم منحه زيادة على الطعام والماء، محلول سكر بنسبة مُركّز بنسبة 25%.

تمت متابعة جميع الفئران، حتى وصلت أعمارهم إلى 15 أسبوع، وبعدها تم فحص أمخاخهم “الحُصين –Hippocampus”، وهو الجزء المختص بالذاكرة والضغوطات. في هذه الدراسة، تمت متابعة أربعة أنواع من الفئران، الذين لم يتعرضوا إلى الضغط ولم يتناولوا المشروبات المُسكّرة، والذين تناولوها بلا ضغط، والذين تعرضوا إلى ضغط، وأخيرًا، الذين تعرضوا إلى الضغط وتناولوا المشروبات المُسكّرة.

في النهاية، اكتشف الباحثون أن تأثير استهلاك كميات كبيرة من السكر على الفئران الذين لم يتعرضوا إلى ضغط أو إجهاد كان ممثالًا للتأثير الذي حدث للفئران الذين تعرضوا للضغط ولم يتناولوا/يستهلكوا أي كمية من السكر. التعرض لضغط في بداية الحياة، أو شرب المشروبات المُسكّرة، أدّوا في النهاية إلى نفس النتيجة، وهي خفض درجة قوة المستقبلات العصبية التي تربط الضغط بهرمون الكورتيزول، والذي يؤثر على قدرة الخروج من حالة التوتر. أيضًا يؤثر تناول كميات كبيرة من السكر على جين مهم لنمو الأعصاب يُسمى (Neurod1).

ما علاقة ذلك بالبشر؟

العلاقة في أن التغيرات التي تحدث في مخ الفئران، هي نفسها التي تحدث في مخ البشر، نتيجة الاستهلاك العالي جدًا للمشروبات المُسكّرة، خصوصًا في الفترة بين 9 إلى 16 سنة. لذلك، خفض درجة السكر، في المشروبات التي نتناولها بكميات كبيرة، يعتبر أمرًا شديد الأهمية لنا.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى