ليه بينفلت من بين إيدينا الزمان؟
كتب: أحمد حسين
كل فترة من حياتنا، بيكون ليها شكل خاص بيها. في مرحلة الطفولة مثلًا، مرور الزمن أو الوقت كان أبطأ بكتير بالنسبة لنا، ماكناش على الأقل بنقول جملة ”الأيام بتجري بسرعة“ اللي بقت عنوان _فرعي أو أساسي بقى_ لحياتنا.
لما بدأنا نكبر، بدأنا نُدرك فكرة إن الزمن له رجلين وبيجري، يمكن أسرع كمان مما نتصور، لدرجة ممكن نحس معاها بإن الأيام لازقة في بعضها، وفجأة بتنفرط بسرعة شديدة، أو على رأي سيد حجاب: ”بينفلت من بين إيدينا الزمان، كإنه سحبة قوس في أوتار كمان“. أيوه، بنفس السرعة دي.
عدّي الأمل فوتي، فوتي الزمن بيمر
فكرة سرعة مرور الزمن، مش نتيجة لإن حياتنا الحالية أصبحت مليانة مسئوليات.. لأ. الفكرة نفسها في إننا كبرنا، وكل ما بنكبر أكتر، كل ما بندرك إن الزمن بيتحرك أكتر، فبنحس إننا مشغولين أكتر، يعني كُتر المسئوليات مش هو السبب في الموضوع ده. بالعكس، يمكن إحساسنا بإن المسئوليات بقت كتيرة بالشكل ده نتيجة لإدراكنا لفكرة مرور الزمن بسرعة.
كتجربة على الموضوع، حاول في يوم ماتروحش الشغل، وأقعد في البيت اليوم كله، إعمل كل اللي إنت عايزه بقى، بص في الفراغ، ارسم، اتفرج على أفلام، اسمع أغاني، اعمل اللي تحبه، وتعالى في آخر اليوم كده وشوف الزمن مر بسرعة واليوم عدّى في لمح البصر ولا لأ، غالبًا هيعدي بسرعة، زيّه زي باقي الأيام.
اعرف هل الزمن وهم ولا حقيقة؟ وإذا ممكن نسافر عبر الزمن من هنا
نظريات الوقت والعمر وأشياء أخرى
في أكتر من نظرية، نقدر نشرح بيها سبب إدراكنا لإن الزمن بيمر بسرعة، أولهم بطء تطورنا وبطء عملية التمثيل الغذائي في أجسامنا. أغلبنا دلوقتي عارف إن في شيء اسمه الساعة البيولوجية الداخلية للإنسان، وهي الساعة المسئولة عن تنظيم العمليات البيولوجية اللي بتحصل في الجسم، بالتوازي مع المتغيرات الخارجية والنفسية.
الساعة البيولوجية دي، كل ما بنكبر، بتمشي أبطأ، وده بيخلينا ندرك إن الزمن بيمشي بسرعة جدًا من حوالينا، لأن سرعة دقات قلبنا بتقل وسرعة أنفاسنا بتقل عكس الأطفال مثلًا اللي بتكون ساعتهم البيولوجية بتتحرك بسرعة. فمع القياس بالزمن الخارجي بيحسوا إن الوقت لسه بدري، الموضوع بيولوجي ونسبة وتناسب يعني.
في نظرية تانية بقى، بتقول إن كمية المعلومات اللي بنكتسبها بتقل كل ما بنكبر. وكل ما قلّت المعلومات المكتسبة، كل ما حسينا إن الوقت بيمر أسرع، عكس الأطفال مثلًا، اللي بيحسوا إن الوقت طويل جدًا، لأنهم كل يوم بيكتسبوا شيء جديد.
يمكن النظرية دي، تقدر تشرح فكرة ”الإدراك البطيء لسرعة الحركة – Slow motion perception“، اللي بيحصل وقت الحوادث، لما الإنسان بيحصل إن الوقت بيمر أبطأ بكتير، وبيقدر يجمّع معلومات أكبر في اللحظة دي، فبيحس إنها بتمر عليه ببطيء شديد.
في نظرية تالتة، بتقول إننا مع مرور الزمن، بنبدأ نبقى مدركين بما يحيطنا، وبنتعامل معاه على إنه روتين يومي مفيش فيه جديد، لذلك بنحس إن الزمن بيمر بسرعة جدًا، بسبب إحساسنا بإننا مابنستفيدش جديد، والأيام شبه بعضها. أما الأطفال، فكل يوم بالنسبة لهم في جديد، وكل يوم بيمروا بيه، بيختبروا ويكتشفوا حاجة جديدة، وده بيخلي مخهم يدرك إن الوقت طويل، وبيقل مع الزمن بقى.
لوغريتمات الزمن: كل ما بنكبر يمر أبطأ
إحنا دلوقتي اتفقنا إننا كل ما هنكبر، هنحس كل اللي حوالينا مألوف، ومش هيبقى في جديد إلا كل فين وفين علشان كده هنحس إن الزمن بيمشي أسرع كروتين يومي زيه زي أي شيء تاني بيخلص بسرعة.
معلومة على جنب، ذه بيقلل من نسبة إفراز هرمون الدوبامين، اللي هو هرمون النشوة والسعادة، واللي بيفرز عند الأطفال بدرجة أكبر بكتير، علشان كده هما سعداء أكتر أغلب الوقت.
اعرف هنا إيه علاقة التفكير السريع بالسعادة؟
وجهة نظر اللوغريتمات إيه بقى في الموضوع ده؟ وجهة النظر بتقول إنه بالرياضيات كده، الفترة بين عيد ميلادك الأول، وعيد ميلادك التاني، بتساوي نصف عمرك ساعتها، عشان إنت وقتها بيكون عمرك سنتين، فسنة واحدة هتبقى نص عمرك. بالقياس هتحس إن السنة الواحدة دي كتير، عكس مثلًا نفس الزمن (اللي هو سنة)، بالنسبة لك وإنت عندك 10 سنين، ساعتها السنة دي بتمثل 10% من عمرك، ولما بتوصل لعشرين بتمثلن 5% وبيفضل يقل مع التقدم في العمر وهكذا.
يعني نقدر نقول، إنه بالرياضيات كده، الوقت (السنة) اللي حسيت إنه طويل جدًا لما كان عندك 10 سنين، هو نفس الوقت اللي هتحس إنه بقى قليل لما توصل لعشرين، وهو نفس الوقت اللي هيفضل يقل لحد ما توصل لـ 80 سنة.
الكلام ده مُحبط؟ بالعكس، الكلام ده في الغالب بيحفز على فكرة إننا نختبر أمور جديدة، ونحاول نشغل الوقت ده، باللي نقدر نستفيد بيه، لأننا لو استنينا، هو كده كده هيمر، فيعني يمر بهدوء كده وإحنا مرتاحين لمروره، أفضل مما يمر وإحنا حاسين إنه بينفرط من بين إيدينا.
المصادر: theconversation PsychologyToday
