.
النشرة

كارثة تهدد حياة البطاريق

كتب: أحمد حسين

بدأت نهاية العالم للبطاريق في القارة القطبية الجنوبية ”أنتاركتيكا“، حيث حُرِمَ عشرات الآلاف من الطيور من امدادات الغذاء بسبب سقوط جبل جليدي، مما تسبب في موت عدد كبير منهم. يمكن اعتبار نتائج هذه الكارثة تحذيرًا لمجموعات البطاريق الأخرى، والتى تواجه التغيرات المناخية.

عندما أنشأ المُكتشِف ”دوجلاس ماوسون“ قاعدة في كيب دينيسون، بخليج كومنولث في”أنتاركتيكا“ عام 1912، اشتكى من ضجيج مستعمرة بطاريق آديلي، والتي تحتوى على 100 ألف بطريق. لكن، اكتشف ”كريس تورني“، الأستاذ بجامعة جنوب ويلز الجديدة، أن أعداد البطاريق أصبحت الآن عشر هذا العدد (حوالي 10 الآلاف فقط)، فسقوط الجبل الجليدي جعل البطاريق تسير مسافة كبيرة جدًا للمحيط حتى تستطيع الحصول على الطعام مما تسبب في موت عدد كبير منها.

في الأوقات الطبيعية، يخرج الجليد الموجود في البحر إلى الشاطيء، مما يسمح بمساحة مناسبة للبطاريق للغطس والحصول على الطعام. لكن حاليًا، تنطلق الرياح من مرتفعات ”أنتاركتيكا“ بقوة، وتجمّد المياه في خليج كومنولث.

أوضح تورني أن المشكلة بدأت منذ عام 1987، مع انكسار أحد الرفوف الجليدية  (بحجم دولة صغيرة)، وفي ديسمبر 2011، أصبحت المياه الموجودة في قاع البحر عن مصب خليج الكومنولث مجمّدة. تراكمت أجزاء الجليد لتشكل ما يسمى بـ”الجليد السريع”، وهو ما أدى إلى انسداد طريق البحر في وجه البطاريق.

ليس من الواضح ما إذا كان هناك 5,500 زوج من البطاريق على قيد الحياة قد وجدت شروخًا يمكنها أن تقفز منها إلى البحر، أم أنها سافرت في طريقٍ طويل عبر الحافة. ما استطاع الباحثون تحديده، هو أن الطيور الناجية من هذه الكارثة ليست على ما يرام.

في ديسمبر 2013، سجل الباحثون ملاحظة بوجود عددًا كبيرًا من البيض متروكًا بمفرده، فيما تناثرت على الأرض الجليدية جثثًا مُجمّدة من صغار بطاريق الموسم الماضي. صرح تورني بأنهم لا يعلمون كم سيبقى الجبل الجليدي هناك، فمن الممكن أن يتحرك بعد سنة، أو أن يبقى لقرون. كما أضاف تورني، أن المشكلة الأكبر تكمن في عدم وجود إمكانية لإنقاذهم عن طريق الحفر في الجليد، لأنهم سيتجمدون حتمًا.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى