.
النشرة

علاج مريض بما يُعتقد أنه أول علاج فعّال لمرض السكر

كتب: أحمد حسين

مرض السكر من النوع الأول ليس مرضًا سهلًا لوضع حدٍ له. لا يتوجب على العلماء إصلاح خطأ البنكرياس في عدم إنتاج الأنسولين للمريض بالسكر فقط، ولكن عليهم أيضًا إصلاح الخلايا التي تحاول إرسال المساعدة للبنكرياس، والتي يتم تدميرها من قِبل النظام المناعي.

ولكن هناك مريض في الولايات المتحدة الأمريكية تم الموافقة على علاجه بما يُعتقد أنه أول علاج فعّال لمرض السكر، من خلال الجمع بين الخلايا التي تحاول مساعدة البنكرياس وإفراز الأنسولين مع تكنولوجيا تسمح لهم بالاختباء من الجهاز المناعي لسنوات. وتسمى هذه الخلايا ”خلايا ميليجين“ ويمكنها إنتاج وتخزين وإفراز الأنسولين استجابة لمستويات السكر في الدم البشري.

عدّل علماء جامعة سيدني للتكنولوجيا الهندسة الوراثية لهذه الخلايا حتى تتمكّن من إفراز الأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم، تمامًا مثل خلايا بيتا التي يتم تدميرها من قبل مرض السكر من النوع الأول. والعام الماضي، أصدر الفريق ورقة بحثية تُظهر أنهم استطاعوا عكس تأثير مرض السكر من النوع الأول في الفئران.

لكن لم يتم اعتبار هذه الحالة قابلة للتطبيق في البشر، لأن الجهاز المناعي للفئران لم يكن لديه أي رد فعل (استجابة مناعية)، أما في جسم الإنسان فالأمر مختلف، فالجهاز المناعي سيهاجم هذه الخلايا عند تحركها في أي وقت لمحاولة إنقاذ الموقف. وهذا ما جعل العلماء يفكرون في تغليفها حتى تتمكن من الاختباء.

انضم فريق العلماء إلى شركة (PharmaCyte Biotech) والتي ساعدتهم في مرحلة التجارب السريرية، لتطوير منتج سمي ”خلية في الصندوق – Cell in a box“، ​​والذي يمكنه من الناحية النظرية، تغليف خلايا ميليجين وإخفائها عن الجهاز المناعي. والهدف من هذا المنتج ​​هو حل هذا النزاع مع الجهاز المناعي عن طريق تغليف خلايا ميليجين في طلاء يتيح لهم التخفي، وتقديم المساعدة للبنكرياس دون التعرض لهجوم من الجهاز المناعي.

هيكل السليلوز الخاص الذي يشكله الدواء ​​يسمح للجزيئات بالتحرك، والسماح لخلايا ميليجين بمعرفة وقت انخفاض السكر في الدم، لإفراز الأنسولين عند الحاجة، وبغير عِلم الجهاز المناعي.

تكنولوجيا هذا المنتج قادرة على البقاء في الجسم لمدة سنة على الأقل دون ضرر أو تدمير للأنسجة، وهذا يعني أنه يمكن أن يكون حلًا طويل الأجل لمرضى السكر من النوع الأول. لكننا مازلنا في انتظار التجارب التي ستتم على البشر، وهذا يمكن أن يقربنا من علاج مرض خطير جدا كمرض السكر من النوع الأول.


المصادر:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى