.
النشرة

عقار قديم يمكنه التغلب على سرطان الدماغ

كتبت: مها طـه

توصل فريق دولي من العلماء من الولايات المتحدة وإيطاليا والمملكة المتحدة، إلى أن الـ”flavopiridol“، وهو نوع من الفلافينويد الصناعية، والتي كانت تُستخدم في الماضي لعلاج أنواع مختلفة من السرطانات، والذي من الممكن أن يلعب دورًا حاسمًا في مكافحة أورام الدماغ، يمكن استخدامه لعلاج الشكل الأكثر شيوعًا من سرطان الدماغ، والذي لم يوجد له علاج حتى الآن.

تشير الإحصائيات إلى أن 30% فقط من المرضى الذين تم تشخيصهم بهذا النوع من المرض، عاشوا لأكثر من عامين بعد التشخيص، ويتوقع العلماء أن يزداد عدد الحالات التي يتم تشخيصها في عام 2016 بحوالي 12 ألف حالة جديدة.

كشف فريق البحث أن هذا العقار يمكن استخدامه لـ”تجويع“ الخلايا السرطانية وحرمانها من السكر، وبالتالي يتم قمع نمو السرطان، حيث أن خلايا هذا النوع من الأورام تعتمد في انتشارها على مستويات عالية من السكر، وهو ما يجعلها تنتشر بسرعة، فتصعب مهمة الأطباء في علاجها.

هذا النوع من الأورام، يُعيد برمجة عملية التمثيل الغذائي الخاصة بها، لتتمكن من النمو السريع، ورُغم أن هذه البرمجة هي ما تجعل هذا النوع من السرطان في غاية الخطورة، فهي كذلك ما تجعل من الممكن السيطرة عليه، لأن الـ”flavopiridol“ قادر على استهداف هذا التحول الأيضي، وبالتالي منع السكر (مصدر الطاقة) عن الورم.

قال ”أنتونيو جيوردانو“ من منظمة سبارو لأبحاث الصحة في فيلادلفيا، وأحد أعضاء فريق البحث، أن التركيبات الجديدة للعقار والتي تعتمد على الـ”flavopiridol“، تهدف إلى تجويع الخلايا السرطانية لمنع نموها وانتشارها.

استُخدم هذا العقار لعلاج أنواع عديدة من السرطان في الماضي، بما في ذلك سرطان الثدي والبروستاتا، ويمكن أن تُثبط نمو السرطان وتُزيد من فاعلية العلاج الكيميائي، ومع ذلك يُعتبر استخدامه لعلاج هذا النوع من الأورام في الدماغ جديد، ويأمل العلماء في إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة كيف يمكن دمج العقار في علاجات فعالة.

في بحث آخر قامت به جامعة ”ديوك“ لعلاج هذا النوع من الأورام باستخدام علاج متعلق بمرض شلل الأطفال، وهو ما حصل على تقدير خاص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والذي يُعد نهج جديد للعلاج مقارنةً بالعلاجات الأخرى.

تم تصميم اختلافات في فيروس شلل الأطفال لمهاجمة وقتل الخلايا السرطانية، بينما يترك الخلايا السليمة على حالها، وهو ما يصعُب تحقيقه بالعلاجات الأخرى، وبالجمع ما بين مشروع جامعة ديوك، واكتشاف flavopiridol، يمكن تقديم آفاقًا جديدة لعلاج هذا النوع من الأورام.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى