.
النشرة

دراسة جديدة: ليست كل الأشجار متساوية فى مكافحة الكربون

كتبت- مها طه

إعادة زراعة الأشجار فى المناطق الخالية يساعد على التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحرارى، ولكن ليست كل أنواع الأشجار يمكنها ذلك. فقد اتضح أنه إذا زرعت أنواع خاطئة من الأشجار، فلن تزداد فقط كميات الكربون فى الغلاف الجوي، ولكن سترتفع معها درجات الحرارة أيضًا.

قام العالم البيئى ”كيم نودتس“ وزملاؤه، من جامعة باريس، ببناء نموذج لتحليل البيانات الواردة من الغابة الأوروبية على مدار الـ260 عامًا الماضية، والتى تضمنت لأول مرة أنواع الأشجار.

وجد الباحثون أنه بالرغم من أن القارة الأوروبية أضافت ما يقرب من 200 ألف كيلومتر مربع إلى غاباتها أى ما يعادل مساحة المجر وسلوفاكيا وسلوفينيا مجتمعين، في الفترة بين عامي 1750 و2010، إلا أن درجات الحرارة فى فصل الصيف ارتفعت بمقدار 0.12 درجة مئوية، الأكثر من ذلك أنهم وجدوا أن كمية الكربون، الذى انطلق للغلاف الجوى خلال هذه الفترة حوالى 3.1 مليون طن، ومن هنا ظهر السؤال لماذا حدث ذلك؟

اكتشف العلماء أن فى سنة 1750 كانت 70% من أشجار الغابات الأوروبية، هى أشجار ذات أوراق عريضة مثل السنديان، والتى كانت تعكس ضوء الشمس وتساهم فى تظليل و تبريد المنطقة تحتها. لكن العديد من هذه الغابات الأصلية تمت إزالتها، وعندما تم إعادة زراعتها، بدلًا من استعادة نفس الأنواع، تم زرع أشجار لها فوائد تجارية أكبر مثل خشب الزان وأشجار الصنوبر ولكنها كانت أيضًا أكثر قتامةً. بحلول عام 2010، احتلت الأشجار الصنوبرية أكثر من نصف الغابات الأوروبية.

قدرة الأشجار الصنوبرية على تخزين الكربون أقل كثيرًا، فأوراقها أبرية الشكل، وبالتالى تعكس قدر قليل جدًا من الحرارة والضوء، كما أن الأوراق العريضة تخسر قدرًا أكبر من الماء مقارنة بالأوراق الأبرية، فتبدو وكأنها تعمل على التبريد عن طريق فقد الماء، وقالت الدراسات أن إزالة الغابات القديمة أدى لزيادة نسب الكربون فى الغلاف الجوى.

قال ”فيليب جيبونز“، عالم البيئة فى الجامعة الوطنية الأسترالية فى كانبييرا، أنه فى حين أن كل الأشجار تمتص ثانى أكسيد الكربون من الهواء لتقوم بعملية البناء الضوئي، فإن الغابات الأسترالية المُستخدمة لإنتاج الأخشاب تقل قدرتها كثيرًا على تخزين الكربون، فقد انخفضت قدرتها على حمل الكربون بحوالى 40%، والسبب في ذلك يعود لاستبدال أشجار الغابات القديمة بشتلات صغيرة، حيث أن الأشجار الكبيرة والقديمة تنمو بشكل أسرع وتمتص كميات أكبر من ثانى أكسيد الكربون مقارنةً بالشتلات.

”نودتز“ وزملاؤه قاموا بتحليل هذه النتائج فى الغابات الأوروبية فقط لكنهم يعتقدوا أنها ستتشابه مع الأماكن الأخرى فى العالم، والتى تنمو فيها الغابات بشكل كبير مثل الصين و روسيا والولايات المتحدة، وأن آثار إزالة هذه الغابات، وإعادة زرع أنواع أخرى ستكون مماثلة لما حدث فى الغابات الأوروبية، ويضيف “جيبونز” أن إعادة زراعة هذه الغابات يُعد أفضل من تركها بلا أشجار، ولكن كان من الأفضل لو لم يتم إزالة هذه الغابات القديمة من الأساس.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى