الشيكولاتة وحبوب الوجه؛ مين السبب في إيه؟
كتب: أحمد حسين
سمعنا الكثير عن أضرار الحلويات على الجسم في فترات الطفولة والمراهقة وبالتحديد الشيكولاتة، فجزء كبير ممن كنّا نقابلهم في حياتنا كانوا يحذرونا من الإفراط في تناول الشوكولاتة ليس لأنها قد تسبب الحساسية أو تسبب السمنة الزائدة لكن لأنها قد تسبب زيادة حبوب الوجه (حَب الشباب كما نطلق عليه).
لكن هل هذا الأمر حقيقي أم مجرد خدعة لمنعنا من تناول الشيكولاتة؟
العوامل كثيرة للإصابة بحبوب الوجه منها؛ تاريخ المرض العائلي وراثيًا، ومنها عوامل السن والضغط العصبي الزائد الذي قد يؤدي إلى تغير نسبة الهرمونات مما يساعد بشرة الوجه على زيادة حَب الشباب.
لكن للشيكولاتة قصة مختلفة، فحتى عام 1960 كان الاعتقاد السائد يقول بأن الشيكولاتة تسبب زيادة في حبوب الوجه بسبب زيادة نسبة الجلوكوز في الدم بشكل كبير مما يمنعه من التحوّل إلى كربوهيدرات مفيدة فيسبب طفح جلدي أو حبوب في الوجه.
في عام 1969، ثلاثة من العلماء: جي إي فولتون، جي بليويج وجلينجمان قدموا دراسة تقول بأنه لا توجد علاقة بين زيادة حبوب الوجه والشيكولاتة. اختار الباحثون مجموعة من البشر (65 شخص) نسبة تقبل جسدهم لحبوب الوجه معتدلة وقسموهم لمجموعتين، الأولى أعطوها شيكولاتة بها كاكاو أعلى بعشر مرات بالنسبة للشيكولاتة العادية، أما الثانية فأعطوها شيكولاتة وهمية، بمعنى أنه لا يوجد بها نسبة كاكاو عالية لكن لم يخبروهم بذلك.
بعد ذلك أخذوا راحة لمدة ثلاثة أسابيع ثم بدلوا المواقع وكل مجموعة تناولت الشيكولاتة التي تناولتها المجموعة الأخرى. بدأ الباحثون في عمل فحص أسبوعي للمجموعتين ثم تبين أنه لا يوجد أي تأثير من الشيكولاته على زيادة نسبة حبوب الوجه في المجموعتين. انتشر هذا الخبر بسرعة كبيرة ونُشر في جميع الجرائد في ذلك الوقت.
لكن الأمر كان مختلفًا بالنسبة للأساتذة والعلماء الأخرين، فتقول ”د. ايمي براون“، أستاذ مساعد بجامعة هاواي، بأن هذه الدراسة غير جادة وخاطئة، وأول مشاكلها أنها تمت عن طريق اتحاد مُصنّعي الشيكولاته بالولايات المتحدة الأمريكية أي جهة غير موضوعية لارتباط مصالحها بالصناعة. أضافت ”براون “ أيضًا أن الفحص الأسبوعي كان خاطئًا لأنه يتجاهل تفاعل الجلد الذي يمكن أن يتم في منتصف الأسبوع ويقل في نهايته، والمشكلة الأكبر _بالنسبة لها_ أنها نشرت في جرائد علمية وصدقها جميع البشر.
لكن هل معنى ذلك أن الشيكولاته بالفعل تتسبب زيادة في حبوب الوجه؟
في عام 1971 قام ”ريتشارد أندرسن“ ومجموعة من زملائه في جامعة هارفرد بعمل دراسة على 27 طالب من الجامعة، تم تقسيم الطلاب لمجموعتين وطلبوا منهم تناول كميات كبيرة من الشيكولاتة واللبن وأشياء أخرى لمدة أسبوع. في نهاية الأسبوع تم فحص الطلبة وتبين أنه لا توجد زيادة في حبوب الوجه.
لم يكن هذا كافيًا، في عام 2011 قالت ”د. سامنتا بلوك“، من جامعة ميامي ميلر للطب، أن القصة غير واضحة وأن ما نعلمه عن علاقة الشيكولاته بحبوب الوجه قليل جدًا. في دراسة نشرت في جريدة الأكاديمية الأمريكية لطب الأمراض الجلدية تمت على 10 رجال متطوعين أعمارهم تتراوح ما بين 18 و35 عامًا، مصابين بعدد قليل جدًا من حبوب الوجه لكنها ليست ملتهبة. بعد الدراسة تبين أن نسبة حبوب الوجه قد زادت بالفعل بالتوازي مع أعداد الشيكولاته التي تم تناولها بالنسبة لكل شخص.
باختصار، وبالنظر لأبحاث أخرى تمت مثل بحث دكتورة الأمراض الجلدية ”إيفا شامبان“، فإن تناول الشيكولاته بكميات معقولة لن يصيبك بحَب الشباب، إلا إذا تناولتها بكميات كبيرة وأنت تملك في الأصل تاريخًا للمرض، لذلك من الأفضل لك أن تتناولها بكميات قليلة.
أما بالنسبة للسيدات فالأمر مختلف، فمع تغيّر نسبة الهرمونات كل فترة بسبب الدورة الشهرية، يمكن زيادة نسبة حبوب الوجه عن طريق أكل الشيكولاته، لكن يجب أن تحمل المرأة تاريخًا من مرض حَب الشباب أيضًا. عمومًا الإفراط في تناول أي شيء مضر، فالإفراط في تناول الشيكولاتة قد يسبب الحساسية أو السمنة الزائدة أيضًا.
