”تواصل النباتات“ من زرعة الطماطم إلى شجرة التوت.. حوّل!
كتبت: يارا كمال
الإنسان ربنا علمه البيان وما شاء الله عنده لسان يتلحّف بيه، وممكن يتكلّم بيه ويعبر عن نفسه ويزعق ويشتم ويعمل كل حاجة، حتى قبل ما يتعلم الكلام كان عنده حتة جاعورة ماكانتش بتسمح لأمه إنها تنام خالص. حتى الحيوانات بتنونو وتهوهو وتنهّق، ده غير لغة الجسد اللي بيتواصلوا بيها مع بعض. طيب وتواصل النباتات مع بعضها؟ يا ترى فيه أي طريقة بتكلم بيها النباتات بعضها؟
تواصل النباتات مع بعضها
في الحقيقة، أيوه النباتات ليهم طريقتهم في التواصل مع بعض، وده رغم إن النباتات مابتطلّعش صوت ولا بتتحرك، ده غير إن معندهاش أجهزة حسية وعصبية معقدة زي الحيوانات.
لكن زي الحيوانات، النباتات بتنتج كل أنواع الإشارات الكيماوية كرد فعل لظروف البيئة، والنباتات تقدر تشارك الإشارات دي مع بعضها، وخصوصًا لو بتتعرّض لهجوم. الإشارات دي ممكن توصل من خلال طريقين: الهوا والتربة.
لما ورق النبات بيحصل فيه تلف، سواء اللي عمل كده حشرات جعانة أو آلة جز الحشائش، النبات بيطلّع كيماويات طيّارة. الكيماويات دي هي المسئولة عن ريحة الحشائش اللي لسه مقطوعة.
فيه بعض أنواع النباتات زي الميرمية، بتقدر تلتقط الرسايل الكيماوية اللي الهوا شايلها معاه، وتظبّط الكيمياء الداخلية ليها وفقًا ليها. مرة اتعملت تجربة، اتلف فيها الباحثين أوراق الميرمية عن عمد عن طريق الحشرات، أو إنهم يستخدموا مقصات في إتلافها. طول الصيف، باقي الفروع اللي في نفس زرعة الميرمية اتاكلت أقل من الحشرات اللي ماشية، وكذلك فروع النباتات المجاورة، مما يرجح إن النباتات دي معززة بدفاعات ضد الحشرات. يعني حركة الهوا من فوق نبات مقطوع انتقالًا لنبات تاني بتخلي النبات التاني أكثر مقاومة للحشرات، وكمان الإشارات دي بتخلي فيه احتمالية أكبر لبقائه، وبتخلي النباتات البالغة تنتج فروع وأزهار جديدة أكتر.
إشارات تحذيرية رايح جاي
طب إيه اللي يخلي النبات يحذّر النباتات التانية، إذا كانوا بيتنافسوا على الموارد؟ ماللي ييجي في الريش بقشيش، ويبقى بركة يا جامع إن النباتات التانية تموت؟
ممكن تكون الكيماويات دي آلية دفاع عن النفس، وكونها بتوصل للنباتات التانية ده بيحصل من قبيل المصادفة. النبات بيعتمد على الهوا في إنه يوصل الإشارات الكيماوية من جزء منه لجزء تاني، فالنباتات بتتجسس على النبات ده، وهي اللي بتلقط الإشارات اللي بيرسلها.
كل ما نباتين كانوا متشابهين في بصماتهم الكيميائية، كل ما كانوا قادرين يتواصلوا مع بعض أحسن. يعني النبات بيكون أكثر حساسية للإشارات اللي بتصدرها أوراقه هو. باين كده إن الكيماويات دي بتكون موروثة، زي فصيلة الدم كده. بس عمومًا الأنواع التانية ممكن تستفيد، يعني مثلًا نبات الطماطم والتبغ بيقدروا يفكوا شفرة إشارات التحذير بتاعة الميرمية.
نيجي لتاني طريقة للتواصل عن طريق الإشارات الكيماوية وهي انتقالها عن طريق التربة. أغلب النباتات عندها علاقات تكافلية مع الفطريات، واللي بتستوطن عند جذور النباتات وبتساعدهم يمتصوا الميه والمغذيات. خيوط الفطريات بتكوّن شبكات واسعة، والشبكات دي بتبقى بمثابة طرق تحت التربة للرسايل الكيماوية.
يعني مثلًا لو فيه نبات طماطم اتعرّض لآفة، ده بيحفّز جينات وإنزيمات مكافحة المرض، والجزيئات اللي بينتجها جهازه المناعي ممكن توصل لنبات سليم، فتحفز جهازه المناعي إنه يشتغل هو كمان. وطبعًا الإنذارات دي بتزوّد فرص النبات في البقاء.
نبات الفول برضه بيعرف حالة جيرانه الصحية من خلال القنوات الفطرية. يعني إصابة نبات بالمن (ودي حشرة)، بيحفّز في النبات اللي جنبه إنه يكثّف من إنتاج المركبات اللي بتطرد الحشرة دي، وبتجذب الدبابير الآكلة للمن.
يعني من الآخر كده، احنا خدنا في كلية إعلام إن الإتصال هو مرسل ومستقبل ورسالة، وبالنسبة للنباتات، ده بيحصل، يعني مش لازم أصوات ولا لغة جسد، ولا لازم موبايل وإنترنت. الفكرة إننا نعرف ازاي نستفيد من طرق التواصل اللي بين النباتات دي في مكافحة الآفات والذي منه.
المصدر:
