.
النشرة

بكتيريا معدّلة وراثيًا يمكنها إنتاج الطاقة

كتب: أحمد حسين

يمكننا اعتبار البكتيريا من أكثر الكائنات الموجودة على سطح الكوكب تعرضًا للظلم، وذلك لأننا اتهمناها كثيرًا، بما ليس فيها، وحاولنا إلصاق كل التهم والأمراض والإحساس بالتعب لها، حتى أننا اخترعنا منظفات تقول بإنها تقضي على 99% من البكتيريا، وهو أمر غير حقيقي. وللأسف، لم تعرف أن البكتيريا كائن مهم ومفيد في كثير من الأحيان إلا  مؤخرًا.

هذه البكتيريا المعدلة وراثيًا يمكنها استنشاق ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتحويله إلى طاقة. وعلى الرغم من أنها لن تصلح مشكلة زيادة ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي، إلا أنها ستساعدنا في الحفاظ على مخزوننا من الوقود الأحفوري (Fossil fuel) كالفحم مثلًا، والتي كان من المفترض أن يغطي مخزونه حوالي 90% من الطاقة حتى عام 2030، لكن هذه النسبة بلغت 81% في عام 2005.

تم تعديل البكتيريا وراثيًا لتمتص الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وتحوّلهما إلى وقود الكحول (Alcohol fuel). وكان الهدف من هذا التعديل هو تحقيق قدر كبير من الكفاءة التي يمكن أن تتجاوز النباتات. وهذا الشهر، أعلن الباحثون أن البكتيريا يمكنها أيضًا تحويل ضوء الشمس إلى طاقة 10 مرات أكثر كفاءة من النباتات.

قال الباحث بجامعة هارفرد ”دانيال جي. نوسيرا“ في محاضرة عن الطاقة في الوقت الراهن أنهم ينتجون حاليًا  الإيزوبروبانول، إيزوبوتانول، والإيزوبينتانول (مركبات عضوية كحولية). وأضاف أن هذه المواد الكحولية يمكنها الاحتراق مباشرةً، وهي قادمة من الهيدروجين، وتتنفس ثاني أكسيد الكربون، هذا ما تفعله هذه البكتيريا.

البكتيريا _والتي تُسمى (Ralston eutropha)، تأخذ الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون تحولهما إلى ثلاثي فوسفات الأدينوسين (ATP) (مُخزّن للطاقة) عن طريق إدخال جينات من شأنها أن تسمح لثلاثي فوسفات الأدينوسين تحويل الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون إلى وقود الكحول.

التطبيقات العملية من البكتيريا التي يمكن استنشاق ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الطاقة غير محدودة. قريبًا سنشر نتائج الدراسة، ونوسيرا يأمل في الحصول على المزيد من المتحمسين لاستمرار تطبيقها لأغراض عملية. وهو _نوسيرا_ يعلم بشكل واضح أن هذه الخطوة لن تحل مشكلة زيادة ثاني أكسيد الكربون، لكنه يعلم أيضًا أنها ستساعدنا في الحفاظ على مخزون الوقود الاحفوري/الطبيعي الموجود لدينا.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى