.
النشرة

باحث تونسي ينجح في اكتشاف الجينات المسئولة عن التوائم

كتب: أحمد حسين

قاد الدكتور والباحث التونسي ”حمدي مبارك“ فريقًا بحثيًا من جامعة فريجي في أمستردام لدراسة فكرة إنجاب التوائم وأسبابها الجينية، ووصلوا إلى نوعان من الجينات تؤثران على إنجاب التوائم. نشرت هذه الدراسة في مجلة (The American Journal of Human Genetics).

حللت هذه الدراسة معطيات حوالي 2000 أم (المجموعة الأولى) أنجبت توائم غير متشابهة، حيث تم تحديد الموروث الصبغي (الجينوم) لمعرفة النساء الأكثر عرضة لإنجاب هذا النوع من التوائم. قال مبارك في حوار لجريدة ”فرانس 24“ أن هذه الدراسة هي أول دراسة تؤكد أن إنجاب التوائم بصفة طبيعية له سبب ورائي من خلال الجينات التي وجدناها.

قالت البروفيسور ”دوريت بومسما“، كبيرة معدي الدراسة ومتخصص في علم الوراثة ودراسات التوائم والتي عملت على جينات التوأمة معظم حياتها المهنية، أن اكتشاف الجينات الرئيسية وراء سر التوأمة غير المتشابهة (ثنائي الزيجوت) يعد أمرًا مهمًا من الناحية العلمية وأمرًا ضروريًا من الناحية العلاجية.

ضمت المجموعة الثانية حوالي 13 ألف امرأة مكونة من أمهات عاديات لم يحصلن على توائم وأمهات أنجبن توائم متطابقة. كان الهدف هو تحديد الاختلافات الجينية الأكثر شيوعا بين المجموعتين أو ما يسمى بتعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة (SNP) بعد التأكد من النتائج بمقارنتها مرة أخرى مع معطيات لأمهات في آيسلندا.

بحسب الدراسة، تزداد فرص إنجاب التوائم الأخوية بنسبة 29% لدى النساء اللاتي يحملن هذين الاختلافين في الجينات. المُتغيِّر الأول مرتبط بأحد الجينات المعروفة باسم (FSHB)، هذا الجين مسئول عن الهرمون المنشط للحويصلة والمسمى (FSH) والذي يُعتبر أساسيا في نُضج البويضة في رحم المرأة. قد يساهم إفراز كمية كبيرة من هذا الهرمون في إطلاق بُويضتين بدلًا من إفراز بُويضة واحدة عادة في كل دورة للمبيض.

المُتغيّر الثاني مرتبط بالجين المعروف باسم (SMAD3)، وكان هذا الجين مفاجئًا للباحثين وأضاف مبارك أنهم لم يكونوا يعلمون أن لهذا الجين علاقة بإنجاب التوأم. نعتقد أنها تلعب دورا هامًا في كيفية استجابة المبيضات للهرمون (FSH) فقط، ويعتقد الباحث التونسي أن مزيدًا من الأبحاث حول جين (SMAB3) ستسمح بتشخيص القدرة الإنجابية لدى المرأة وتوفير أفضل سبل العلاج في حالة وجود خلل فيسيولوجي.

أيضًا ستمكن هذه الدراسة الباحثون من تعميق فهم الخصوبة لدى النساء. فالجينات المُكتشفة لها آثارًا كبيرة على سن الدورة الشهرية الأول عند الفتاة، وعلى سن انقطاع الطمث، وعلى عدد الأطفال، وعلى العمر لأول وأخر مولود وأيضا على ما يعرف بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وهو أحد الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء.

بالطبع لا يُعتبر هذا الاكتشاف آخر المطاف، فلا يزال الطريق طويلًا أمام العلماء والباحثون، للبحث وراء فكرة التوائم المتشابهة والغير متشابهة.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى