.
ليه وإزاي؟

الماريجوانا ستنسيك اسمك لكنها ستحميك من الزهايمر!

كتب: أحمد حسين

في الأغلب معظم تعاملاتنا أو فكرتنا عن المخدرات هي إنها للمزاج مش للعلاج، بس الكلام ده مش دايمًا صح. فريق بحثي في معهد سولك للدراسات الحيوية (البيولوجية) في كاليفورنيا، عمل بحث على الماريجوانا، ولقى إن فيها مادة ممكن تساعد على تقليل خطر الإصابة بالزهايمر. المادة دي اسمها (Tetrahydrocannabinol) أو اختصارًا يعني (THC). يعني انت تسرح في العوالم الالانهائية مع نفسك شوية لكن على المدى البعيد هتقاوم هجمات النسيان.

الماريجوانا.. نسيني اسمي وفكّرني بكل شيء

مادة الـTHC دي عندها القدرة على التفاعل مع مستقبلات في المخ اسمها ”مستقبلات الكانابينويد– Cannabinoid Receptors“، المستقبلات دي موجودة على الأعصاب في المخ، وبتتواصل مع بعضها بالنواقل العصبية (Neurotransmitters).

مستقبلات الكانابينويد موجودين في كل جزء من المخ تقريبًا، بس أكتر الأماكن اللي بيكونوا موجودين فيها، هي الأماكن أو الأجزاء الخاصة بالمتعة والتفكير والذاكرة والترتيب وإدراك الوقت. المستقبلات دي معظم الوقت مابتشتغلش بالماريجوانا أو الـ(THC) بس، لكن كمان في ناقل عصبي ممكن يخليها تشتغل بسهولة اسمه (أنانداميد – Anandamide).

المستقبلات دي كمان عندها القدرة على إنها تخلينا ننسى أو تساعدنا على النسيان بمعنى أدق، لما بتشتغل بالأنانداميد، واللي معناها في اللغة الهندية القديمة الهدوء/النعيم الداخلي، وبالمناسبة بتكون موجودة في الشيكولاتة. والأنانداميد بيتفقوا مع الـ (THC) في أشياء كتير، لكنهم مختلفين في طبيعة تعاملهم مع المخ وطبيعة تعامل المخ معاهم.

لما المخ بيبدأ يتعامل مع الماريجوانا، الـ(THC) بيبدأ يربط نفسه بأحد الأعصاب الموجودة في المخ، والأعصاب اللي هو بيرتبط بيها دي بتتخدّر، فبتبدأ تدي أوامر غلط، أو أوامر متوترة وغريبة جدًا. تعالوا نتخيل مثلًا إنك عايز تشوط كورة، وإنت تحت تأثير الماريجوانا، في الأغلب الأعصاب مش هتجمّع أمر إنك عايز تشوط الكورة ده، وممكن تفهم الأمر على إنك بتقول إنك جعان وعايز تاكل.

الماريجوانا مش كيف بس!

اللي كان عجيب فعلًا، هو محاولة الفريق البحثي إنه يعمل تحاليل وأبحاث على الماريجوانا، واكتشفوا فعلًا إن النبات _بغض النظر عن كونه مخدرات_ مفيد فعلًا، مش بس في تسكين الآلام، بس كمان في القضاء على الزهايمر.

اللي بيحصل إيه بقى؟ لما شخص ما بيقرر يتعاطى الماريجوانا، مادة الـ(THC) بتنتقل من خلال الرئة لمجرى الدم، وهناك بتقدر تلتقط مستقبلات الكانابينويد رقم 1 ورقم 2، واللي بيكونوا موجودين على سطح كل خلايا الجسم تقريبًا.

بعد سنين من البحث بقى، اكتشفوا في النهاية سيناريو بيقول، إن الـ(THC)، على الرغم من إنه ممكن ينسيك اسمك فعلًا، إلا إنه بيقضي على عنصر بروتيني اسمه ”أميلويد بيتا – Amyloid Beta“، والعنصر ده يقال إنه هو السبب أو الشرارة الأول لمرض الزهايمر.

العنصر البروتيني ده بيقدر يعطل الذاكرة عن طريق قدرته على التكتل بسهولة وكثرة على الأعصاب والنواقل العصبية الخاصة بالذاكرة، فبيؤدي في النهاية بعد تراكمه وتكتله إلى الإصابة بمرض الزهايمر. ماحدش من العلماء عارف بالظبط العنصر ده بيعمل كده إزاي، بس اللي عارفينه دلوقتي إن بقى فيه حل للقضاء عليه.

طبعًا الموضوع له عبارة عن دراسة ويعتبر لسة في أوله، إلا إن العلاج يعتبر واعد جدًا، بس أظن المشكلة هتبقى في ضبط بيع المواد دي من غير ترخيص، زي ما بتتباع حاليًا يعني، فلو حصل وتم تقنينها وبيعها مُرخّصة، ده هيبقى أفضل كتير من الوضع الحالي، خصوصًا لما يتم استخدامها في العلاج.


المصدر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى