.
مشاركات حرة

المؤثر – The Influencer : أبيع نفسي؟!

كتبت لنيون: ابتهال الخضري

مين هي الشخصية المؤثرة في حياتك _الإلكترونية_؟

لا أقصد بالمؤثر هنا ممثل أو مطرب أو عالم أو طبيب مؤثر وما شابه، بل أقصد أشخاص ذو مخزون كبير من التابعين أو المتابعين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي..  نقدر نسميهم المحركين أو في رواية أخرى الـmini celebrities، اللي معظمهم أصبح أقرب للناس من الممثلين والمطربين مثلًا. السبب المنطقي الوحيد في الظاهرة دي هي أداتهم الأولى ”الإنترنت“ اللي بقى متاح لنا كلنا، مريم بنت خالتي اللي ماطلعتش من البيضة بقى عندها إنستاجرام!

بدأ الموضوع في مصر متأخر شوية عن الدول الأوروبية، بدايةً من ”تويتر“ في 2011، وده كان في صورة شباب انتشرت آرائهم بشكل واسع، وبقى لهم ألاف المتابعين. الموضوع تلقائيًا لقى قاعدة أوسع على فيسبوك وبعده إنستاجرام بعدما استحوذوا على الجزء الأكبر في حياتنا. مش شرط تكون الآراء المنتشرة دي سياسية أو اجتماعية  أو ليها لازمة من الأساس، المؤثر ممكن يكتب رأيه في البامية أو يحط صورته معاها والبوست أو التوتية هيلاقوا نجاح منقطع النظير، وثبت بالإجماع إن لو حاجة دمها خفيف أو تحمل في طياتها نكتة صايعة بتكون أكثر انتشارا.

في بلاد برة بقي يطلق على بعض المؤثرين ”The taste makers“ أو صانعي الذوق العام من كتر ما أثروا في ناس فعلًا وأصبحوا يتبعوا طريقة العيشة أو اللبس بتاعت المؤثر وبيتبنوا آراءه كمان. علي سبيل المثال ده فستان ماركة ”Lord & Taylor“، تم اختيار 50 مؤثرعلي وسائل التواصل عشان يحطوا صورتهم لابسينه وكلهم في نفس اليوم، على نهاية الأسبوع الفستان كان اتباع وخلص من السوق! الموضوع في مصر مش مختلف خالص.

4

ناس كتير بتنتقد وجود المؤثرين ومش فاهمين “إتشهروا علي ايه؟”، خصوصًا لو بيقدموا محتوى خفيف غير سياسي وغير إخباري. مرة واحد من المؤثرين دول كتب علي الفيسبوك نقطة “.” بس كده جالو عليها ألاف الـlikes، بعدها هو نفسه إتريق علي تابعيه لإعجابهم الشديد بالنقطة اللي كتبها، الخالية من أي محتوى أو مضمون!

الجزء الملفت للنظر أكتر بالنسبالي لأنه شغلي هو تحَوُّل معظم هؤلاء المؤثرين من مجرد أشخاص بيعبروا عن نفسهم عن طريق الكتابة، الصور أو الفيديوهات إلى وجوه إعلانية لبعض المنتجات والأماكن عن طريق  صفحاتهم الشخصية اللي انتشروا من خلالها بالمجهود الذاتي، وساعتها مابتبقاش شخصية خلاص.

بعض المؤثرين متصالح مع نفسه ومعندوش أزمة وإعلاناته بتكون صريحة الشكل والمضمون، البعض الآخر منهم قرروا –في رأيهم- احترام المتابعين وبقت الإعلاناتعندهم مخفية من تحت لتحت عشان ماتضايقش حد، وأحيانًا بيقدموها على إنها جزء من حياتهم اليومية عبر صفحاتهم، متبعين المبدأ التسويقي المعروف :”أفضل أنواع التسويق هو الذي لا تشعر بأنه تسويق علي الإطلاق”

“The best advertising, doesn’t feel like advertising at all”

بس لأ إحنا ماتفقناش على كدة! علاقتي الفيسبوكية او الإنستجرامية بيك ماكانتش عشان تبيع لي حاجات!

”تسويق المؤثرين – Influencer Marketing“

في بداية انتشاره كشكل تسويقي جديد على وسائل التواصل الاجتماعي، استخدمته العلامات التجارية أو الأماكن الجديدة نسبيًا وبتدور علي طرق انتشار سريعة ومش مكلفة، ولأن الدراسات أثبتت إن المستهلك بيثق في المنتج بشكل أكبر يصل لـ90% عن طريق التوصيات من أفراد بيثق في رأيهم و ذوقهم، في مقابل نسبة 33% فقط من ثقة في إعلان تليفزيوني أو في الشارع، فمين أصلح للدور ده من شخص جاهز بألاف المتابعين على الإنترنت!

يعني مثلًا: لو كافيه فاتح جديد بيدعو عدد من مشاهير أو مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي في الافتتاح يقضوا اليوم ويتصوروا هناك ويحطوا الصور دي علي حساباتهم الشخصية بهاشتاج #my_weekend مثلًا (جزأ من حياتهم اليومية أهو) قصاد خدمات تانية أو هدايا عينية أو مبالغ نقدية مقدمة من الكافيه. فأنت بما إنك متابع لأحد هؤلاء المؤثرين وبتقلب ع النت بالليل بتشوف المكان الجديد، والخروجة الجاية هتروح تجرّبه بنفسك!

بعدها بدأت الشركات والعلامات التجارية الكبيرة كمان تلجأ للمؤثرين بدرجة كبيرة بسبب النجاح اللي حققته التجربة، وده نفس الخط التسويقي بتاع إن عمرو دياب يعمل إعلان بيبسي أو جورج كلوني يطلع بإعلان قهوة ”نيسبرسو“، الفرق بس إن دي إعلانات بفلوس كتير لغُلو سعر مقدميها وغُلو سعر الدقيقة الإعلانية علي التليفزيون. ومن هنا أصلا كانت الفكرة إن ليه ماوصلش لناس أكتر بفلوس أقل؟

وهنا الوضع بيكون مُربح للطرفين، الطرف الأول ”المؤثر“ بيتقاضي أجر عن الإعلان أيًا كانت صورته أو مضمونه، والطرف التاني اللي هو المُعلن أو العلامة التجارية بتوصل لقاعدة واسعة من الجمهوربشكل سريع وأرخص بكتير وبتصنيفات جماهيرية جاهزة.

نجاح النوع ده من التسويق أكدته الدراسات اللي قالت إن 70% من مستخدمى الإنترنت بيميلوا لمعرفة معلومات عن منتج أو مكان ما عن طريق متابعة آراء الناس عنه، وكمان إن موضوع الإعلانات الصريحة والواضحة ده هيختفي شوية بشوية لأن تقريبًا الناس بقت ناصحة زيادة عن اللزوم، والإعلانات المعتادة مابقتش بتاكل معاها.

الغريب إن في دراسات تانية بتقول إن ناس كتير ماعندهمش مشكلة إن المؤثر يقتحهم بالإعلانات! لأن هو متابعه عشان كدة أصلًا عشان يعرف من خلاله الحاجة الجديدة والـtrendy.

تصنيفات و طبقات و حاجات!

على هذا الأساس أصبحت هناك تصنيفات للمؤثرين نفسهم بناءاً علي الطبقة الاجتماعية لأغلبية الناس اللي بتتابعهم وبالتالي بتيجي أهمية عملية اختيارالعلامة التجارية للمؤثر المناسب اللي هينفذ المهمة بنجاح!

من ضمن التصنيفات مثلا: الـA class influencer واللي غالبًا بتكون فاشونيستا أو Fashion blogger، وبيصنَّف تابعيها/تابعيه تحت بند الـA class followers ، وهكذا الحال مع طبقات الـB  والـ C وصولًا لأقل الطبقات. ولأن المؤثرين أنواع فأسعارهم بتختلف، والفصيل هنا عدد المتابعين بتوعهم، وزي ما تصنيف المؤثر والمستهلك بيخضع للطبقات الاجتماعية، كمان في تقسيمات تبعا للنوع والجنس والدين. يعني بطبيعة الحال لما يكون في مؤثر مهتم أكتر بالأمور الدينية اللي بتميل للشكل التعليمي الناصح أكتر، فده بيكون معظم جمهوره شبهه بطبيعة الحال.

كل حاجة بقى ممكن تتخيلها ممكن تكون إعلانات موجهة ومقصودة مش مجرد جزء عادي من يوم الشخص اللي إنت متابعه، وبرضه ده مش معناه بالضرورة عدم صدق المحتوى بشكل كامل، التعميم مش مقصود ولكن احتمالية البوست الموجه أو المدفوع أجره دايما هتكون موجودة، كلما زاد المتابعين.

طريقة التحضير أو التوليفة..

هنا لا نلقي اللوم على المؤثرين، في بعض الأحيان هما بيكونو مؤثرين من غيرما ياخدو بالهم فعلًا لحد ما تبدأ وكالات الإعلان أو العلامات التجارية تطلبهم في النوع ده من الخدمات المدفوعة الأجر، وأوقات تانية بيكون مقصود وهنا أساتذة التسويق علي الإنترنت الـBrandividual ، و بنحصل عليه لما فرد يتعامل مع نفسه كماركة تجارية. فيبدأ يسوّق لها ويبذل مجهود أكبر لانتشار أكبر وأسرع.

الموضوع من كتر ما هو مبهر لبعض المصريين، باتت عندهم رغبة كبيرة في إنه يبقى هما نفسهم مؤثرين وليهم آلاف المتابعين، وبعض المؤثرين استغلوا ده وعملوا دورات تدريبية عنوانها ”إزاي تبقي إنفلونسر على السوشيال ميديا؟“ والله أعلم محتواها كان إيه. المشكلة الأكبر عندي إن بعض الأفراد اللي بيجروا ورا الشهرة لمجرد الشهرة بيساهموا ساعات في خلق محتوي يجيب المغص بصراحة!

بعض الإنفلونسرز المتشابهين بقوا أصحاب وشركاء عمل إن جاز التعبير، يظهروا مع بعض في نفس الأماكن بنفس الصور والفيديوهات، وأحيان كتير ده بيكون مقصود لأن في التحالف قوة تسويقية أكبر طبعا، و عشان آخد شوية من الـfollowers عندك وتاخد إنت شوية من عندي وأهو يبقى زيتنا في دقيقنا، وبرضه غير مقصود هنا التقليل أو ترخيص صداقاتهم ببعض!  لكن شئنا أم أبينا فهمFriends with benefits ، وأحيانًا برضه الصداقات دي بتتكون عن طريق العلامة التجارية اللي بيكونوا وجهها الإعلاني مع بعض.

وعلى لسان أحد المؤثرين اللي بيبلغ عدد متابعي حسابه الشخصي دلوقتي أكتر من 300,000 علي فيس بوك، إنه بعد ما كان بيكتب حاجة علي وسائل التواصل كل ما ييجي له مزاج، دلوقتي هو مضطر كل يوم يطل على متابعيه بأي حاجة ويقعد بالساعات يفكر في محتوى يشد عشان يضمن إنهم مش هيعملوا Unfollow في وقت قريب. يعني الموضوع بقى إلزامي وعلى فترات تقريبًا ثابتة عشان يحافظ علي مكانته وسط المتابعين لأنهم سر نجاحه، ودي بقت شغلته وماينفعش البوستات تبقي حِبّي كده وغير محسوبة زي الأول.

إذا بصينا على نطاق أوسع للحكاية، هنلاقي وكالات بتتبني المؤثرين. من كام يوم لقيت موقع إلكتروني بريطاني اسمه “influencer.uk” تابع لوكالة إعلان وتسويق متخصصة فقط في النشاطات الإعلانية القائمة على مؤثري وسائل التواصل الإجتماعي.

طلب الالتحاق الإلكتروني للمؤثرين: http://influencer.uk/influencer/

الموقع ده  بيقوم بدور الوسيط بين أصحاب العلامات التجارية الكبيرة والمؤثرين بجميع أنواعهم خاصة في بريطانيا، و بتختار المؤثرأو الوجه الإعلامى المناسب للمنتج بالإضافة إلى الخروج بمحتوى تسويقي مناسب وغير مبتذل أو رخيص للمؤثرين عشان يحافظوا على مصداقيتهم مع التابعين وزيادتهم كمان، وبالتالي تسويق أنجح وأكبر للعلامة التجارية.

لذلك فكنز الوكالة دي هو شبكة مؤثرين كبيرة بتكونّها عن طريق البحث عن كل من يملك أكتر من 10000 متابع على أي شبكة تواصل، وبيملوا طلبات التحاق، ومن الشروط القبول إن الـinfluncer ده يكون ليه اهتمام بموضوع معين: موضة، كرة قدم، مأكولات، سفر وإلخ. ولأن الغرب طبعًا كالعادة مؤمن بالتخصص، لما يلاقوا مؤثر تنطبق عليه المواصفات المناسبة، تبدأ تكبره وتشتغل عليه وتمده بالنصايح، يعني من الأخر بتخلق مؤثرين جداد تسوّق بيهم للعلامات التجارية!

PicMonkey Collage

في مواقع تانية كتير متخصصة في مؤثري الإنستاجرام فقط أو الفيسبوك فقط! مش بعيد أبدًا نلاقي تجربة التخصص دي في مصر بما إن الموضوع ناجح جدّا عندنا، في مواقع ومجلات إلكترونية مصرية بتساعد علي شهرة معظم المؤثرين ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي المصريين وبتبني لهم سمعة جيدة لكن بتتعامل مع عدد محدود منهم و خاصةً الـA class influencers المهتمين بالأزياء والحياة الليلية في القاهرة.

وبما إن الإمارات دايما تحب تسبق الكل، السنة اللي فاتت زي دلوقتي عملت “قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب 2015″، واللي أقامها الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” بنفسه وكرموا فيها بعض “المؤثرين العرب” في مجالات مختلفة. التكريم راح لناس عملوا تغييرملموس، ولم يقصد هنا بالمؤثرين المعلنين منهم، من خلال نشر محتوى ناضج مؤثر على فيس بوك وتويتر وإنستاجرام و حتى السناب-شات!.

نسمّي الأشياء بمسمياتها

فأخيرًا عشان صدعتكم وكفاية رغي، ياريت نستخدم الكلمة صح، مش غلط أبدًا إنك تعلن لمنتج لكن خلينا نفرق ونحطك تحت بند الوجه الإعلاني مش المُؤثر أو المأخوذ برأيه لأنك أول ما تقاضيت أجر مابقتش بتعبر عن مجرد رأيك الحقيقي الشخصى في معظم الأوقات! أنا شخصيا مع تسمية الـ” Social media movers and shakers”.

ببساطة أحيان كتير السوشيال ميديا وشبكة المتابعين اللي المؤثرأو المحرك ده بناها بمجهوده، وساعات بمجهودات خارجية أخرى، بتبقى مصدر كسب وبتتحول في بعض الأحيان لمهنة، الرأي فيها بفلوس. مع زيادة هذة الشبكة بزيادة التابعين، بيبقي صعب أوي المؤثر ده يقول رأيه في حاجة ببلاش ولاعيب في ذلك. التسويق مهنة وكل واحد بيعملها بطريقته وأدواته الخاصة وأحيانًا بيكون هو كشخص أداة نفسه الشخصية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى