.
النشرة

العلماء: حان الوقت لمناقشة تكوين أجنة من الخلايا الجذعية

كتبت: مها طــه

في ورقة بحثية نُشرت في مجلة «Science Translational Medicine»، قال ثلاثة من الباحثين أن الآن هو الوقت المناسب للنظر في القضايا الثقافية والأخلاقية الخطيرة المتعلقة باستخدام التكنولوجيا. العملية المعروفة باسم تكوين الأمشاج المجهري (IVG)، ومن خلال هذه العملية يتم تحويل خلايا جسدية عادي من الجلد مثلًا غلى خلايا تناسلية مثل الحيوانات المنوية أو البويضات.

حتى الآن، تم تجريب هذه العملية على الفئران الحية، بالإضافة إلى الكثير من أجنة الفئران التي نجحت بها العملية ولكن لم يُسمح لها بالتطور الجنيني. حتى الآن تُشير كل الأدلة إلى أن هذه العملية يُمكن تطبيقها على البشر.

قال «إيلي أداشي»، أستاذ العلوم الطبية بجامعة براون وأحد مؤلفي هذه الورق البحثية، أن الفوائد الطبية لاستخدام التكنولوجيا واضحة تمامًا. وأضاف تخيل إصابة فتاة صغيرة بمرض السرطان، وتعرضها للعلاج الكيميائي والإشعاعي، وتعافت، ستكبر هذه الفتاة وتصبح إمراة ولها مطلق الحق في الإنجاب، ولكنها لا تستطيع ذلك، نظرًا لإصابتها بالعقم كنتيجة لعلاج السرطان، كما أن الحصول على بويضة من متبرعة يُعتبر من العمليات الصعبة مقارنةً بالحصول على حيوان منوي من متبرع.

باستخدام عملية (IVG)، لن تكون هناك حاجة لعملية معقدة ومُكلفة مثل الحصول على بويضة من متبرعة، وبدلًا من ذلك، يمكن القيام بعمل مسحة للخد وأخذ بعض الخلايا والعمل عليها معمليًا للحصول على عدد من البويضات، أكثر مما يمكن أن تحتاجه المرأة.

وبالمثل، فالرجال الذين يعانون من اضطرابات العقم الوراثية، قد يستفيدوا من العلاجات الخاصة بتعديل جينات الحيوانات المنوية الخاصة بهم، من أجل جعلها قادرة على الإخصاب، ولكن غالبًا يكون من الصعب جمع عدد كافي من الحيوانات المنوية من هؤلاء الرجال، حتى يتم تفعيل هذه العلاجات.

بوجود عملية تكوين الأمشاج المجهري، يمكن جعل عملية الحقن المجهري أرخص بكثير، كما أنه سيغني الزوجين عن اللجوء لعمليات معقدة وصعبة في الكثير من الأحيان للحصول على الأمشاج (حيوانات منوية أو بويضات)، في حين أن العمل لبضع دقائق على خلايا جلدية من الخد، كفيل بتحقيق نفس النتيجة.

كل هذه الأسباب، هي ما دفعت «أداشي» وزملاؤه لكتابة هذه الورقة العلمية، ومع ذلك، فإن هناك أسباب حقيقية للقلق حول أخلاقيات واستراتيجية تنفيذ هذه العملية، أولًا هذه التكنولوجيا الجديدة يجب أن تمر باختبارات سلامة صارمة للغاية، وتنفيذها على الرئيسيات ومن ثم على البشر.

ثانيًا، يجب متابعة الأطفال الذين ولدوا من خلال هذه العملية بعناية، لتتبع أية آثار صحية سيئة أو مشاكل أخرى قد تظهر عليهم، وعلى الرغم من ذلك، تبقى العقبة الواضحة إما القيام بهذه العملية هي العقبة الثقافية والأخلاقية حول تخليق الأجنة.

المصادر: businessinsider sciencealert cnn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى