.
النشرة

الحصول على الجينيوم الكامل لـ”زيكا“ من دماغ طفل مصاب بصغر حجم الرأس

كتبت: مها طه

العلاقة بين فيروس زيكا وولادة أطفال مصابين بصِغر الرأس وتلف المخ غير مؤكدة حتى الآن، ولكن الأدلة حول وجود هذه العلاقة تتراكم بشكل كبير، فلأول مرة يتم الحصول على الجينيوم الكامل لفيروس زيكا من دماغ جنين مصاب بالفيروس مما نتج عنه صِغر حجم رأسه.

حملت الأم السلوفينية فى هذا الجنين بينما كانت تعمل كمتطوعة فى البرازيل، وبعد العودة لبلادها بـ28 أسبوع من الحمل، أظهر المسح بالموجات فوق الصوتية تشوهات شديدة فى مخ الجنين، والتى أدت لإنهاء الحمل وسمحت للعلماء بتحليل المخ.

فضلاً عن وجود جينيوم فيروس زيكا فى المخ، فقد وجد الباحثون مستويات مرتفعة من الـRNA الفيروسى وجزيئات فيروسية فى خلايا المخ. لم يكن هناك دليلًا على وجود مسببات لأمراض أخرى قد تؤدى لتلف الدماغ، أو تضرر أى أجهزة أخرى، مما يدل على أن الفيروس يهاجم المخ تحديدًا.

قالت ”تاتيانا أفيسيك زوباك“، من جامعة ليوبليانا فى سلوفينيا، والتى شاركت فى تشريح جثة الطفل المصاب، أن الفحص المجهرى الدقيق لخلايا المخ التالفة كشف أنها تلفت نتيجة لإصابة فيروسية، فى حين أنه لم يكن هناك أى دليل قاطع على هذا، قد يكون الإصابة بفيروس زيكا فى أثناء الحمل هو الدليل الأكثر إقناعًا للإصابة بهذه التشوهات فى خلايا المخ، وأن السبب هو تكاثر الفيروس فى خلايا مخ الجنين.

قالت المنظمات التى تتابع هذا الشأن أن هذا الدليل الجديد يثير القلق، وقال ”جيوفانى مانكاريلا“، من المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض و السيطرة عليها (CDC)، أن تقرير الحالة السلوفينية يعُد إضافة للأدلة بأن انتقال هذا الفيروس عبر المشيمة من الأم للجنين يمكن أن يسبب تلف شديد فى الجهاز العصبى المركزى بالإضافة للتسبب فى صغر حجم المولود.

وأوضحت المنظمات أن ما ينقص هو معرفة  النسبة التى تنتقل بها هذه العدوى خلال المشيمة، ونسبة حدوث تشوهات فى المخ كنتيجة له، وأضاف أنه من غير المحتمل أن جميع الإصابات بزيكا فى أثناء الحمل تؤدى لحدوث تشوهات فى الأجنة، لأنه لو كان هكذا الأمر، فستكون هناك حالات أكثر فى البلاد المتأثرة بظهور المرض.

الدليل الأخر على وجود علاقة بين فيروس زيكا وصغر حجم الرأس، هو وجود الـRNA الخاص بفيروس زيكا فى السائل المحيط بالجنين فى اثنين من النساء اللواتى تم تشخيص حالات أجنتهم بصغر الرأس بواسطة الموجات فوق الصوتية فى البرازيل. كما ظهر أيضًا فى عينات الأنسجة والدم المأخوذة من الدماغ أو المشيمة فى الأطفال، الذين أُجهضوا أو توفوا بعد الولادة بمدة قصيرة، وفى تحليل السائل الشوكى لدى الأطفال الباقين على قيد الحياة، ويعانون من صغر الرأس.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى