.
النشرة

دراسات: التوتر يؤدى لانتشار السرطان

كتبت: مها طه

اكتشف علماء أستراليون، فى أثناء تجاربهم على الفئران، أن التوتر يعيد تشكيل الأوعية الليمفاوية المحيطة بالورم، فتعمل وكأنها طرق نقل سريع تنتقل خلالها الخلايا السرطانية، ولكن انخفض هذا المعدل بعد العلاج بجرعات من دواء مشهور لخفض ضغط الدم، وبناءًا عليه فإن هذه النتائج قد تغير من استراتيجيات العلاج لمرضى السرطان.

أظهرت الدراسات السريرية أن التوتر يمكن أن يؤدى لخفض معدل بقاء مرضى السرطان على قيد الحياة، فى الفئران أدى التوتر المزمن لانتشار الخلايا السرطانية، ولكن الطريقة التى يعمل من خلالها التوتر لتسهيل انتشار السرطان مازالت غير واضحة تمامًا.

فى هذه الدراسة حاول العلماء التحقق من كيفية تأثير التوتر على الجهاز الليمفاوى، والذى يُعد بمثابة نظام الصرف الصحي الموجود فى الجسم، فمهمته أن يقوم بتخليص خلايا الجسم من أى مخلفات سواء كانت سائلة أو فى صورة خلايا ميتة فى الأنسجة. قام العلماء بتصوير الأوعية الليمفاوية لفئران مصابة بسرطان الثدى، بعد أن تم تعريض بعضهم للتوتر عن طريق حبسهم فى قفص لمنعهم من التنقل والحركة بحرية لمدة ساعتين يوميًا على مدى 21 يومًا.

اكتشف الباحثون أن هرمونات التوتر أعادت تشكيل بنية الأوعية الليمفاوية المحيطة بالأورام، حيث كبرت فى الحجم وازداد اتساعها، مما سمح بمرور سوائل أكثر حاملة معها الخلايا السرطانية، مما سهل بشكل كبير وصولها وانتشارها فى الغدد الليمفاوية، وهذا ما قالته ”كارولين لو“ من جامعة ميلبورن موناش.

توصل الباحثون لطريقة لمنع استجابة الفئران لهرمونات التوتر، عن طريق دواء مشهور لعلاج ضغط الدم يُسمى ”بروبرانولول“، والذى يحتوى على ”beta-blocker“، والذي يمنع الاستجابة التي تحدث للأوعية الليمفاوية على أثر إفراز هرمونات التوتر، ويقلل من إعادة التشكيل التى تتسبب فيها هذه الهرمونات.

وللتحقق من أن هذه المادة قادرة على ذلك، قام الباحثون بتحليل بيانات 956 من مرضى سرطان الثدى، وثبُت أن استخدام ”beta-blocker“ أدى لانخفاض كبير فى خطر انتشار الورم الخبيث فى العقد الليمفاوية، فى خلال فترة مراقبة امتدت لـ78 شهر بعد تشخيص الإصابة بالسرطان.

وجد الباحثون أن 47 حالة من الذين لم يأخذوا ”beta-blocker“عانت من انتشار الورم فى العقد الليمفاوية، فى حين أن حالة واحدة فقط هى التى أخذت الدواء ومع ذلك ظهر فيها انتشار للورم فى العقد الليمفاوية، وحتى الآن مازالت الأبحاث تُجرى على مرضى سرطان الثدى للوصول لنتائج أفضل فى منع تأثير هرمونات التوتر على انتشار الورم.


المصادر

abc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى