.
ليه وإزاي؟

التفكير السريع طريقك للسعادة

كتبت: مها طـه

الكلام عن السعادة كلام مش بينتهي، كلنا نفسنا نحس بالسعادة، كلنا بنشتكي من إننا مش مرتاحين ومش مبسوطين طول الوقت، كلنا بنتمنى إننا نرجع اللحظات الحلوة في حياتنا عشان نحس بنفس لحظة السعادة. لحظة النجاح في الكلية في أخر سنة، الرسالة اللي بتجيلك من حد بتحبه، لما تقع في مشكلة كبيرة وتعرف تحلها، كل اللحظات دي كان المخ فيها بيفرز هرمونات السعادة، وبالتالي دايمًا المخ بيحاول عشان يرجّع نفس الإحساس تاني.

لما تحس إنك متضايق من حاجة أو بتعدي بيوم صعب، دايمًا تلاقي حد ربنا فتحها عليه وبيقولك غيّر من تفكيرك، فكر في أفكار سعيدة، الحقيقة بقى إنت مش محتاج تفكر أفكار سعيدة إنت بس محتاج تفكر بسرعة!

دراسة جديدة أظهرت إن التفكير السريع ممكن يحسن من الحالة المزاجية للشخص. في ست تجارب قدمها الباحثين في بحث مشترك بين جامعتي برنستون وهارفارد، عن طريق إنهم حطوا مجموعة من المشاركين في التجربة تحت اختبار وهو إنهم يلاقوا أكبر عدد من الحلول، حتى ولو كانت الحلول سيئة، بشرط إنهم يلاقوا الحلول دي في خلال 10 دقايق بس، والمجموعة التانية من الماشركين طُلب منهم يقوموا بنفس المهمة بس على مهلهم خالص.

نتايج تجربة التفكير السريع

أشارت النتايج اللي توصل ليها الباحثين، إن التفكير بشكل سريع خلى المجموعة الأولى من المشاركين يحسوا إنهم معجبين بنفسهم أكتر وزوّد إحساسهم بإنهم مُبدعين، ده بالإضافة لإحساسهم بالنشاط والقوة. الأنشطة اللي بتشجع على التفكير السريع كانت أنشطة عقلية زي الألغاز والـpuzzel والكلمات المتقاطعة، كلها بتحفز المخ إنه يوصل للأفكار أسرع وبالتالي تحسن من الحالة المزاجية وتزود من الطاقة، وده اللي قالته ”إميلي برونين“ أستاذة علم النفس والمؤلف الرئيسي للدراسة دي.

”برونين“ لاحظت إن التفكير السريع أحيانًا بتكون له عواقب سلبية. مثلًا بالنسبة للأشخاص اللي بيعانوا من اضطراب ثنائي القطب، الأفكار ممكن تتسارع بشكل كبير يؤدي للهوس. بناءًا على البحث ده وأبحاث تانية في نفس الموضوع، توصلت ”برونين“ وزملائها إن التفكير السريع اللي بيسبب السعادة، لكن كمان الأفكار السريعة المتكررة ممكن في نفس الوقت تؤدي للقلق.

الباحثين كمان بيتقدوا إن التفكير البطئ والمتنوع ممكن يؤدي لحالة من الهدوء والتوازن، والسعادة الناتجة عن التأمل وتصفية الذهن. ثانية واحدة كدة إحنا اتلخبطنا أنهي أحسن التفكير البطئ ولا السريع؟

التفكير البطئ له مميزاته لكنه في نفس القت بيستنفز الطاقة، لأن الإنسان بيستهلك طاقة كبير عشان يفكر ببطء ويحسب كل حاجة بهدوء وعشان يصفي ذهنه، كمان النوع ده من التفكير وقتل الأمر بحثًا ممكن يكون محفز للأفكار الإكتئابية عشان تظهر.

i-have-to-think-fast

علاقة التفكير بالسعادة

مش من الواضح أوي نوع العلاقة بين التفكير والشعور بالسعادة، لكن ”برونين“ وزملائها فسروا العلاقة دي بإن توقعاتنا بتمثل جزء مهم من المعادلة دي. في أبحاث ودراسات سابقة أشارت لإن التفكير السريع بيُعتبر دليل على المزاج الجيد.

الاعتقاد ده بيوصلنا لاستنتاج غريزي، هما البشر كده لما بيفكروا بسرعة بيبقوا أسعد، لأننا كبشر ببساطة لما بنشغل مخنا ونحس إننا أنجزنا أي حاجة بيكون نتيجة دة إننا نحس بالسعادة، الباحثين شايفين إن التفكير السريع بيخلي المخ يندفع في إفراز الدوبامين بشكل كبير، وطبعًا معروف إن الدبايمن هو أحد الهرمونات اللي بيفرزها المخ في لحظات السعادة والحب ومكافأة النفس.

اندفاع الدوبامين الناتج عن التفكير السريع ممكن يكون عابر ومش مستمر، لكن في النهاية حتى لو الإحساس ده مش مستمر إلا إنه مهم جدًا في المحصلة النهائية لمستوى السعادة عند الشخص نفسه، وده اللي قالته ”سونيا لومبوميرسكي“ أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا.

الدراسات أثبتت إن السعادة ليها فوايد لا تُعد ولا تُحصى، بما فيها زيادة الإنتاجية و تحسن العلاقات الاجتماعية وكمان تحسين الوظايف المناعية في الجسم، وفي النهاية لازم نقول إن السعادة شعور مينفعش يكون موجود طول الوقت وإلا هنفقد الإحساس بيه، لازم يكون في مشاكل ومُنغصات، عشان يكون في حلول وتفكير وسعادة، يسعد أيامكم.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى