.
ليه وإزاي؟

حساسية من الواي فاي Wi-Fi!

كتبت: مها طه

”القضاء الفرنسى يحكم بتعويض لسيدة عندها حساسية من الواى فاى!“ ست فرنسية عندها 39 سنة إسمها ”مارتين ريتشارد“ كسبت قضية رفعتها ضد الحكومة الفرنسية وألزمتها بحكم القضاء بدفع حوالي 900 دولار فى الشهر لمدة 3 سنين على الأقل!

الحكم القضائي صدر بسبب إن مارتين عندها حساسية من الواي فاي، ما اضطرها إنها تسيب شغلها وتنقل لمنطقة ريفية عشان تبعد عن الكهرباء لأنها حساسة جدًا للموجات الكهرومغناطيسية. وبالرغم من إن فى عدد من البشر بيقولوا إنهم بيعانوا من حساسية للواي فاي أو الموجات الكهرومغناطيسية، مارتين كانت أول واحدة يتم الإعتراف بيها رسميًا ويتم دفع تعويض لها عن حالتها.

في نفس الوقت العلماء فيه بيقولوا إن مفيش حساسية ممكن تحصل لشخص من الواي فاي أو أي موجات كهرومغناطيسية، لكن مارتين بتعاني بالفعل من أعراض كتيرة مرتبطة بالحالة دي زي الصداع والغثيان وفقدان التركيز والدوخة، وده دليل على الحالة دي واللي هيخلي العلماء يعملوا مراجعات للدراسات اللي اتعملت فى المجال ده لكن لحد دلوقتي مفيش أي دليل على وجود علاقة بين الأعراض دي والتعرض للموجات الكهرومغناطيسية.

طب ليه تم الحكم بالتعويض لمارتين؟

حساسية من الواي فاي!

ماحدش يقدر ينكر وجود إشارات واي فاي في كل مكان حوالينا بالإضافة لإن الشوارع نفسها فى فرنسا فيها واي فاي، وطبعًا مع زيادة التطور التكنولوجي وإن كل الأجهزة بقت متوصلة بالإنترنت، فطبيعى تزيد المناطق اللى بيغطيها الواى فاى، لو قدرت تشوف إشارات الواى فاى فهى كتيرة جدًا ومنتشرة حوالينا بشكل كبير وبالتالى من السهل جدًا إننا نقول إن الأعراض دى سببها إشارات الواى فاى لأننا بنتعرض لها بكميات كبيرة.

”سينى كان“ الكاتبة فى المجالى العلمى، كتبت عن الموضوع واستشهدت بدراسة إتعملت فى 2011، وقالت إنه فى علاقة ما بين الإصابة بالأعراض دي والتعرض للموجات الكهرومغناطيسية، لكن الدراسة دي اعتمدت على حالة واحدة بس وده يخلى نتايجها غير مؤكدة بأي حال .

عشان كده فى ظل عدم وجود دليل علمي على الكلام ده، ابتدى بعض العلماء يفسروا ده بإن الأشخاص اللي بيعانوا من الأعراض دي ممكن يكونوا بيعانوا من ضغط عصبي أو حتى مرض معين أو مجموعة أمراض مع بعضها، ”ويليام بار“، أستاذ علم الأعصاب فى كلية الطب جامعة نيويورك، صرح لوكالة أنباء CBS إن الأعراض دى عبارة عن ظاهرة نفسية، وقال إنه الشخص ده ساعتها بيكون بيعانى من أعراض معينة، فبيبدأ يربط الأعراض دي بوجود سبب ما حتى لو كان واي فاي، وبمجرد ما يتعرض للواي فاي مرة تانية يبدأ يهيؤ نفسه للإحساس بنفس الأعراض مرة تانية.

في نفس الوقت اللي ممكن تتعاطف فيه مع مارتين والناس اللي زيها اللي بيعانوا من الأعراض دى إلا إن المشكلة فى قضية مارتين إنها أضافت شرعية لإدعاء بعض الناس الإصابة بحساسية من الواي فاي، فى حين إن العلم بيقول إن الكلام ده مش حقيقي ومفيش عليه أى دليل. المشكلة الحقيقية إن إعتراف الحكومة بده، هيخلي الاشخاص اللى بيعانوا من الأعراض دى يعتقدوا فعلًا بارتباطها بالواي فاي و الموجات الكهرومغناطيسية وبالتالي مش هنعرف السبب الحقيقي ورا الأعراض اللي عندهم دي وهيبقى تقديم العلاج والمساعدة ليهم صعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى