.
النشرة

اجتماع سري بين 150 عالم لمناقشة خلق جينوم بشري صناعي

كتبت: يارا كمال

اجتمع مجموعة من العلماء والمحامين وقادة الصناعة في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن لمناقشة بناء جينوم بشري صناعي كامل، ما يعني معرفة أي المواد الكيماوية مطلوبة لخلق 3 مليارات قاعدة DNA والتي تقع في 23 زوجًا من الكروموسومات موجودين داخل كل نواة خلية في جسمنا.

مُنِع الصحفيون من حضور هذا الاجتماع، ولم يُسمح للحضور بنشر أي تغريدات أثناء الاجتماع، مما أثار الشكوك حول الاعتبارات الأخلاقية بخصوص هذا المشروع.

يعتبر المشروع المقترح متابعة غير رسمية لمشروع الجينوم البشري، الذي شهد آلاف العلماء حول العالم الذين قرأوا وسجّلوا التتابع الكامل للجينوم البشري. استمر هذا المشروع الذي يعتبر أكبر تعاون عالمي في مجال علم الأحياء، 13 عامًا، ليكتمل في 13 إبريل 2003.

يريد العلماء الآن أن يفعلوا نفس الشيء، ولكنهم سيكتبون الجينوم بدلًا من قراءته هذه المرة.

981505908359351bdbde29935f7067f6

يهدف المشروع الجديد ”مشروع كتابة الجينوم البشري: اختبار جينوم صناعي كبير في الخلايا“ أو ”HGP-Write: Testing Large Synthetic Genomes in Cells“ إلى تركيب جينوم بشري كامل في سلالة خلوية لمدة 10 سنوات، مما يعني استبدال الجينوم الطبيعي في خلية بشرية بآخر مصنّع.

كتب لوري زولوث، متخصص في أخلاقيات علم الأحياء بجامعة نورث وسترن، ودرو إندي، مهندس بيولوجي بجامعة ستانفورد، مقال في ”Cosmos magazine“ منتقدين المشروع الجديد متساءلين إذا كان من السليم تخليق جينوم آينشتاين على سبيل المثال، وكم عدد جينومات آينشتاين التي تخلّق وتوضع في خلايا.

على عكس الاستنساخ التقليدي، الذي يتطلب مصدر الـ DNA من كائن أصلي، فإن تركيب DNA صناعي لا يتطلب مصدر طبيعي.

دُعيّ إندي للاجتماع، لكنه تراجع بسبب قلقه بشأن أن الاجتماع لم يكن مفتوحًا لعدد كافٍ من الناس، ذاكرًا هو وزولوث في مقالهما أن النقاشات حول تركيب جينوم بشري لأول مرة لا يجب أن تُجرى خلف الأبواب المغلقة.

وقال جورج شيرش، الاختصاصي بعلم الوراثة بجامعة هافارد، وهو أحد منظمي الاجتماع، للـ”New York Times“، أن هناك سوء فهم بخصوص هدف المشروع، فهو يهدف إلى خلق خلايا مصنّعة، وليس بشر مصنعين، وسيمر ذلك بالعديد من الكائنات الحية، من ضمنها كل أنواع الحيوانات والنباتات والميكروبات.

وأضاف أن الاجتماع كان مغلقًا، وطُلِب من الحضور عدم نشر تغريدات لأن المنظمون قدموا ورقة لجريدة علمية توضح المشروع، وليس من المفترض مناقشتها علانيةً قبل مرورها بمرحلة مراجعة النظراء. كما قال هو وبقية المنظمين أن الجوانب الأخلاقية نوقشت بإسهاب منذ البداية.

لم يموّل هذا المشروع بعد، ولكن شيرش وفريقه اتصلوا بشركات ومؤسسات عدّة وبالحكومة الأمريكية لطلب الدعم.

وبما أن تكلفة الجينات المصنّعة انخفضت من 4 دولارات للزوج القاعدي في 2003 إلى 3 سنت في يومنا هذا، فقد نجد أن تكلفة الجينوم المكوّن من 3 مليارات زوج قاعدي انخفضت إلى 100 ألف دولار خلال مجرد عقدين، كما كتب زولوث وإندي في مقالهما، ولكن هذا إذا كان طلب الصناعة قوى بقدرٍ كافٍ.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى