.
النشرة

العلماء يسعون إلى صنع لقاح محتمل لفيروس الإيدز

كتبت: يارا كمال

توصل العلماء لخطوة جديدة في طريق صناعة لقاح لفيروس ”HIV“ المسبب لمرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة)، وبالفعل عثروا على دليل في المعمل يمكنه منع الفيروس من إصابة الخلايا.

توصل العلماء إلى جزء في غلاف فيروس ”HIV“ يُسمّى ”الببتيد الاندماجي“ (Fusion peptide)، له تركيب أبسط من مواقع أخرى كانت محاولات تصنيع لقاحات ”HIV“ القديمة تركّز عليها، مما يعطي البشرية أمل في الوصول للقاح يسمح للجسم بالتعرف على الفيروس ومنعه من التأثير على الجسم.

تعمل اللقاحات عن طريق تعريض الجهاز المناعي لجزء غير ضار من الفيروس، وإعداده لمهاجمة الفيروس في المرة القادمة التي يعثر عليه فيها. ولكن بالرغم من تجربة أكثر من 100 مرشح ليكون لقاحًا لهذا الفيروس في الثلاثين عامًا الماضيين، لم تظهر حتى الآن أي نتائج تدل على إن تلك اللقاحات تستطيع أن تقدّم حماية طويلة المدى بشكل يُعتمد عليه.

للأسف، فيروس”HIV“ عدو مخادع، فهو يُصيب كرات الدم البيضاء التي تُسمى (الخلايا التائية)، ثم يجنّد جهازنا المناعي ويستخدمه ضدنا، وبالتالي ما إن يصيب هذا النوع من الخلايا، يصبح غير مرئي بالنسبة للجهاز المناعي. (للمزيد: ما هو الإيدز؟)

أنسب فرصة لمنع الإصابة هي تحفيز الأجسام المضادة ضد البروتينات السطحية للفيروس قبل حدوث ذلك، وهو أمر صعب لأن الفيروسات القهقهرية تستطيع أن تغيّر غلافها الفيروسي لتخبئ بروتينات سطحية معينة.

HIV3_web_1024

الجديد في هذا اللقاح المحتمل أنه تم التوصل إليه بدراسة دم مريض نادر مجهول الهوية مصاب بالفيروس، استطاع جسمه أن يصنع أجسام مضادة ضد أجزاء من الفيروس، ليس من المعتاد استهدافها، مما كان أفضل في محاربة الأعراض.

عندما حلل فريق من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) دمه، وجدوا أن جسمه يصنّع نوع من الأجسام المضادة لم يُرى من قبل، يُسمّى (N123-VRC34.01) أو اختصارًا (VRC34.01).

يهاجم هذا النوع من الأجسام المضادة الببتيد الاندماجي للفيروس، وهو سلسلة من ثمانية أحماض أمينية والتي تساعد الفيروس على الاندماج مع الخلية.

عندما استخرج الباحثون الجسم المضاد واختبروه في المعمل، وجدوا أنه يمنع الفيروس من إصابة الخلية تمامًا. لمعرفة ماذا يحدث عند مهاجمة الفيروس، بلور الباحثون الجسم المضاد أثناء تعلقه بالفيروس.

ولتكوين فكرة عن إذا كان هذا الجسم المضاد يعمل لدى مرضى آخرين أم لا، حلل الباحثون دم 24 مريض آخر مصاب بالفيروس، وتوصلوا إلى أن مهاجمة الجهاز المناعي للببتيد الاندماجي ليست شيء غير شائع، فإن 10 ممن اُختبرت دماءهم كان لديهم أجسام مضادة تستهدف موقع مشابه لذلك الذي يستهدفه VRC34.01.

ولكن الأجسام المضادة الأخرى لم تكن بالقوة التي تبطل مفعول الفيروس، مما يُرجّح أنه إذا استطاع الباحثون تحفيز الجسم لتكوين VRC34.01 قبل التعرّض للفيروس، فسنكون قادرين على الوصول لحماية طويلة المدى من الإصابة.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى