.
حيّ يرزق

إزاي المحار بيعمل اللؤلؤ؟

كتب: أحمد حسين

إذا صادفت يومًا ما المحار، فستجد أنه عبارة عن صدفة بداخلها سائل شديد اللزوجة، وإذا صادفت اللؤلؤ، ستجد أنه حجر جميل الشكل وغالي الثمن، ولكن كيف لهذه اللؤلؤة الجميلة أن تخرج من هذا المحار اللزج؟!

مبدأيا، ينمو اللؤلؤ في مكانين، الأول في باطن الأرض، والثاني بداخل صدفات المحار. النمو الذي يحدث بداخل المحار يكون نتيجة شيء قد أزعج المحار، فأي شيء صغير _حتى لو كان حبة رمل_ يدخل إلى المحار، ويتوقف بين النسيج الناعم الموجود بداخل المحار والصدفة القوية الخارجية، يزعج المحار، مما يحفز إنتاجه اللؤلؤ.

يُنتج اللؤلؤ بداخل المحار بعد تحفيزه، لأن المحار يتعامل مع الجسم الدخيل بإحاطته بطبقة حامية من الخلايا تكوِّن ما يسمى بـ”كيس اللؤلؤ – Pearl sac“، تفرز هذه الخلايا مجموعة من البروتينات التي تكوّن شيء يشبه الغراء حول الجسم الدخيل.

بعدها يبدأ كيس اللؤلؤ في إنتاج طبقات من مادة تُسمى ”عرق اللؤلؤ – Nacre“ تتكون من كريستالات كربونات الكالسيوم، تتفاعل هذه المادة مع البروتينات التي تشبه الغراء، فينتج اللؤلؤ عن هذا التفاعل.

لكن اللؤلؤ الذي يخرج من المحار لا يشبه ما نراه أو نعرفه، فاللؤلؤ الذي يخرج من المحار شكله غير مستوي، فهو مُسنن وغير دائري، إذن كيف يحصل اللؤلؤ على مظهره الدائري الذي نعرفه؟ يحصل اللؤلؤ على الشكل الدائري الذي نعرفه عندما يتدخل الإنسان فيزرع بداخل المحار ببعض النسيج المُستوي من محارٍ آخر، أو خرز صغير دائري الشكل كي يحفز المحار لإنتاج الطبقات التي تكوّن كيس اللؤلؤ. عمومًا، تدخل الإنسان في الطبيعي أمر مُزعج، لكن هذه المرة كان مُزعجًا بشكلٍ كافي للمحار لينتج اللؤلؤ.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى