.
ليه وإزاي؟

أنا مش روبوت يا جوجل!

كتب: أحمد حسين

عند تسجيلك لأول مرة على أي من مواقع التواصل الاجتماعي أو أحد المواقع الإلكترونية عامةً، ستجده يطلب منك إعادة كتابة بعض الرموز من حروف وأرقام؟ أو بمعنى آخر يطلب منك تحديد هويتك، هل أنت إنسان أم روبوت (إنسان آلي)؟ وهو ربما يكون سؤال غريب، ما الذي قد يجعل أحد الروبوتات مشغولًا بعمل بريد إلكتروني على جوجل؟ أو صفحة على الفيس بوك مثلًا؟

يطلب منك الموقع كتابة مجموعة من الحروف والأرقام للتأكد من أنك إنسان، يتم صناعة هذه التركيبة من خلال برنامج يسمى “CAPTCHA” أو (Completely Automated Public Turing Test to tell Computers and Humans apart).

يُستخدم هذا البرنامج لمنع برامج الـ ”Bots“ أو البرامج الآلية من التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع البريد الإلكتروني لأن وجود هذه البرامج يؤدي إلى وجود أشياء غير مرغوب فيها كإرسال رسائل مزعجة بعدد ضخم لدائرة واسعة من البشر (SPAM) أو إدخال فيروسات سخيفة على شاكلة ”شاهد مشهد ساخن“ أو ”اعرف مين زار حسابك“.

أول من اكتشف هذا الاختبار هو عالم الرياضيات ”آلان تورنج“ عام 1947. اقترح تورنج أن برامج الحاسب الآلي ستتشابه إلى حد ما مع عقل الإنسان في وقتٍ قادم لا محالة ، لذلك يجب تجهيز مجموعة من الأسئلة لوضعها أمام هذه البرامج، للتفريق بينها وبين الإنسان.

في البداية، كانت الاختبارات أسهل، مزيجًا من الحروف والأرقام مكتوبًا أمامك، وعليك فقط أن تنقله في مستطيل صغير أسفل هذا المزيج، كان هذا الاختبار سهلًا لأن الكلمات كانت واضحة، لكن تم تغيره بعد فترة وأصبح أكثر صعوبة بعدما استطاعت بعض البرامج الآلية اختراقه عن طريق تطوير نفسها. أصبحت الحروف والأرقام مكتوبة بشكل غير واضح، فأصبحت صعبة على الإنسان العادي والآلي معًا.

إتجهت جوجل إلى وضع اختبار أكثر سهولة عن طريق وضع مُربع صغير يمكنك الضغط عليه بجانب كلمة (I’m not a robot) أو أنا لست إنسانًا آليًا. عند الضغط عليه سيستطع الموقع التعرّف عليك كإنسان عن طريق ضغطة بسيطة، دون استخدام حروف أو أرقام صعبة التحديد. سُمي هذا الاختبار بـ”reCaptcha“.

في الأغلب، لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالبرامج الآلية عامةً ومنها الـ (Bots) لا تتوقف عن التطوّر، لذلك لن تنطلي هذه الحيلة عليهم، ما يجعلك الصراع بين الإنسان ونفسه والروبوتات قائمًا!


المصادر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى