”حسن فتحي“ من هزم القوالب الخرسانية بالطوب اللبن!
كتبت: يارا كمال
مازهقتش من شكل المباني الخرسانية اللي بتشوفها طول الوقت وأنت ماشي؟! أنا شخصيًا بحب أتمشى في منطقة الكوربة عشان أشوف بيوت ليها أشكال مختلفة مش نفس الاسطمبة الرمادي اللي زي بيوتنا دلوقتي.
في القرن اللي فات، كان فيه مهندس معماري مهم جدًا في تاريخ الهندسة اسمه ”حسن فتحي“. أهمية حسن فتحي جاية من إنه كان شايف إن العمارة لازم تخدم كل فرد بشخصه وبثقافته واحتياجاته، وتبقى مناسبة للجو اللي هو عايش فيه كمان، مش مجرد قوالب عشان نسكّن فيها أكبر قدر من البشر وخلاص.
حسن فتحي عمل مشاريع مختلفة تأثرت بالعمارة الريفية النوبية، وتم تنفيذها بالخامات اللي الفلاحين بنوا بيها بيوتهم البسيطة زي الطوب اللَبِن، أهم المشاريع دي كان مشروع قرية القرنة الجديدة. بس طبعًا أفكاره ماكنتش متلاءمة مع فترة كانت الدولة عايزة فيها تبني بلوكات من المساكن عشان تلاحق على التزايد السكاني.
اتولد حسن فتحي سنة 1900 واتوفى في 1989، ودرس الهندسة في جامعة فاروق الأول (اللي هي جامعة القاهرة)، واشتغل في كلية فنون جميلة من سنة 1930 لـ1946. عمل أكتر من 30 مشروع من أشهرهم قرية القرنة الجديدة. قرية القرنة الجديدة اتبنت من سنة 1945 لـ1952، عشان تكون مكان جديد للناس اللي ساكنة في المقابر القديمة اللي في طيبة. كان تهجير الأهالي من أماكنهم الأصلية ضد رغبتهم، لإنه كان بيبعدهم عن مصدر رزقهم اللي هو التنقيب عن الآثار.
بشمهندس ”حسن“ قدر يعمل قرية بتجمع عمارتها ما بين استخدام المواد المحلية، وملاءمتها للجو المصري الحار، ومناسبتها للثقافة المصرية اللي ظهرت ملامحها بوضوح فيها من خلال استخدام القباب. لكن للأسف القرية دي جزء كبير منها اتهدّم ومحتاج ترميم.
القرية كان فيها سبعين بيت ومسجد وسوق ومدرسة ووحدة صحية ونادي للتحطيب وخان لتعليم الحرف البيئية. لكل بيت صحن وممرات ومداخل بتودي لأوض البيت وده بيساعد على تهوية البيت، وعمل مجاري مائية تحت السراير اللي مبنية من طين برضه عشان الحشرات متوصلش للي نايم. القرية دلوقتي فيها مباني كتير خرسانة وطوب أحمر. السنة دي في شهر يناير، بدأت منظمة اليونسكو ترميم القرية.
كمان شارك حسن فتحي في بناء مركز ويصا واصف للفنون بالحرانية، اللي بيصنع فيه سكان وأطفال قرية الحرانية السجاد وأعمال النول. المركز ده ليه شهرة عالمية، والمشغولات اللي بتطلع منه بيروح معارض بره مصر.
كان الهدف من المشروع ده هو اكتشاف القدرات الإبداعية للأطفال المصريين وإزاي إن ناس بسطاء وعاديين ممكن يعملوا أعمال فنية جميلة جدًا ومعترف بيها عالميًا، وكمان عن طريق مواد هما اللي جايبينها يعني اكتفاء ذاتي.
حسن فتحي كتب كتاب اسمه ”عمارة الفقراء“، واللي شرح فيه فلسفته في إن الإنسان لو هو اللي بيبني بيته، لا يمكن تلاقي بيتين زي بعض، عشان كده لما حسن فتحي كان بيعمل قرية كبيرة مثلًا أحيانًا كان بيسأل كل شخص عن احتياجاته في البيت بتاعه أو يخليهم يوروه نمط حياتهم عشان يعمل كل بيت على الأساس ده، وهي دي كانت فكرته في إن كل إنسان له فرديته وبيحتاج حاجات مختلفة ولازم ده يبان في العمارة، عشان كدة حسن فتحي هو شيخ المعماريين.
صورة لمشروع قرية القرنة الجديدة
المصادر: bibalex almasryalyoum ahram unesco wmf
