.
ليه وإزاي؟

أصوات العقل: ما تفعله الشيزوفرينيا في النافوخ

كتب: أحمد حسين

تقريبًا، كلنا عندنا أصوات الدماغ أو أصوات العقل اللي بتكون في أغلب الوقت عبارة عن أفكار مثلًا تخص حدث حالي، أو مجرد تفكير في دفع فواتير متأخرة أو ليستة محتاجين نتخلص منها، أو حتى مجرد خلق محادثات مع أصحابنا أو حتى أعدائنا بشكلٍ ما يعني، كل ده عادي لكن المشكلة بقى لما تتحوّل الأصوات دي لأصوات وأفكار يصعب السيطرة عليها.

الطبيب النفسي ”جوليان جيمس“ اقترح إن البشر ما قبل الميلاد يعني، كانوا بيسمعوا برضه الأصوات دي في دماغهم بشكل مستمر. الأصوات دي كانت بتتخلق جوا الفص الأيمن للمخ، لكن المشكلة بتكون في الفص الأيسر اللي ببيترجم الأصوات دي أو بيفهمها على إنها أفكار خارجية مش من الشخص نفسه، لذلك كانوا بيفتكروا إنها أصوات من الإله، بمعنى إن في إله من الآلهة بيخاطبهم بشكل شخصي.

إيه علاقة الشيزوفرينيا بالأصوات اللي بتردد جوه دماغك؟

لما وصلنا لسنة 1000 قبل الميلاد، ومع زيادة الوعي بشكل عام، عرف البشر إن الأصوات دي هي إحنا مش آلهة ولا حاجة. الفكرة بقى إن الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا أو الفُصام، بيترجموا الأصوات دي على إنها أفكار خارجية لأشخاص تانية فعلًا، يعني مابيعتبروش إنهم هما اللي بيفكروا فيها خالص. والشيزوفرينيا أو الفصام ده مرض عقلي بيصيب تقريبًا 1% بس من سكان الكوكب.

وطبعًا الشيزوفرينيا مختلفة تمامًا عن اضطراب الشخصيات المتعددة، لأن الفصام مش معناه إن الشخص بيكلّم نفسه بشخصيتين مختلفتين ولكنه ومرض عقلي مستعصي أي علاجه صعب، يمكن أن يصاب به الإنسان عن طريق الوراثة أو عن طريق عوامل بيئية أدت بشكلٍ ما لتغيير كيمياء الدماغ!

أما الشيزوفرينيا معناها إن الشخص بيبدأ يسمع أصوات _غالبًا بتبلغه بشيء خطر_ جوا دماغه وكأنها لشخص تاني غيره، ومش بيكون مدرك إنها جوه دماغه أساسًا، زائد إنه ممكن يشوف هلاوس وضلالات (زي نظريات مؤامرة عليه مثلًا) تظهر قدام عينه من غير ما يكون ليها أصل غير في عقله بس.

طبعًا زي ما ذكرت في الأول إن الأصوات دي ممكن تكون مجرد كلمات عادية لما يكون الشخص مش مصاب بالشيزوفرينيا، لكن لو مصاب، فبتكون الأصوات دي أكثر حِدة وكمان بتتأثر بنفسية الشخص نفسه. يعني ساعات بتكون أصوات قوية لكسر الثقة بالنفس والإحباط، أو حتى لتحذيرات وتهديدات بتتوجه له عن طريق الصوت اللي بيكون فاكره صوت خارجي.

اتعملت دراسة في 2006 على 3000 شخص مصاب بالشيزوفرينيا، والباحثون اكتشفوا إن الجينات ليها يد في الموضوع ده، بالذات جين مناعي اسمه (C4Gene). الجين ده مسئول عن قص نقاط الاشتباك العصبي في المخ، وكلنا وإحنا مراهقين مرينا بالمرحلة دي، اللي فيها الجين ده بيقص النقاط العصبية الزائدة. لكن المشكلة بقى إن الجين ده بيقص أجزاء مهمة جدًا مسئولة عن التفكير والإدراك والتخطيط، وده في حالة الإصابة بالشيزوفرينيا.

الشيزوفرينيا بيتم تشخيصها في الأساس عن طريق تحليل التصرفات السلوكية، والباحثون بيقولوا إن السبب في الإصابة بيها غالبًا بيكون جيني أو وراثي، وأحيانًا من عوامل التوتر القوية. المشكلة الأكبر في الشيزوفرينيا هي إن الأدوية _اللي هي في الأصل بتقاوم الهلاوس والضلالات_ بيتم رفضها في الأغلب من المصابين بالشيزوفرينيا. لكن الجزء الكويس في الموضوع، إن في جزء من المصابين بيتم شفاءه عن طريق الطب النفسي والتأهيل وتقديم الدعم الكامل له.


المصادر:

mentalhealth   nimh.nih

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى