.
ليه وإزاي؟

التهوية السيئة بأماكن العمل: أمراض أكتر فلوس أقل!

كتب: أحمد حسين

أهم حاجة بتفكر فيها وإنت بتقدم على شغل جديد بتكون إيه؟ المرتب، موقع الشغل من بيتك، الناس اللي هتتعامل معاهم كمديرين وزمايل.. وطبعا إنه يكون الشغل اللي بتحبه ونفسك تشتغله وإن ماكنش ده بيحصل دايما. لكن عمرك فكرت في المكان نفسه اللي هتشتغل فيه هيكون عامل إزاي وبيئة صحية للعمل ولا لأ؟ غالبا لأ.. وعشان كده بنقولك لازم تفكر. ومن أهم الحاجات اللي تركز عليها هل المكان جيد التهوية ولا سيء التهوية… مااااتستغربش الموضوع كبير.

الصورة: delfi.lv

التهوية السيئة والمهارات الإدراكية

في كتاب اسمه “الهواء الذي نتنفسه” للبروفيسور جوزيف آلين، واحد من أعضاء مركز البيئة بجامعة هارفرد. الكتاب بيقول إن أغلب البشر -في العصر الحديث- بيقضّوا  أكتر من 90% من وقتهم في أماكن مغلقة، سواء البيت أو الشغل أو مطعم أو كافيه أو غيره. والأماكن دي يُفضّل إنها تكون متهوية تهوية طبيعية كويسة، تسمع بدخول وخروج الهواء بشكل جيد وحر، علشان التهوية السيئة ممكن تؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون، وده بيقلل قدرتنا على التفكير بشكل جيد وأخد قرارات صحيحة.

جوزيف عمل تجربة عن الموضوع ده، وجاب مهندسين معماريين ومصممين وناس من وظايف تانية من اللي بيشتغلوا في مكتب أغلب الوقت، وعمل زي محاكاه لمكاتب سيئة التهوية، وخلاهم يشتغلوا كأنهم بالظبط في شركة حقيقية. الراجل فضل يقيس معدلات إنتاجهم وتعاملهم مع التصميمات والتعديلات والقرارات اللي بياخدوها، واكتشف إن قدراتهم الإدراكية (Cognitive Function) قلّت النص تقريبًا، بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو.

اعرف أكتر| قعدة المكتب طريقك الأفضل للموت البطئ!

الصورة: mouldremoving.com

بروفيسور “آلين” قال كمان إن التهوية السيئة بتأثّر على أداء الشركة ككل، وكمان بتؤدي لخسارة الفلوس بشكل دوري، بسبب سوء الجودة المقدمة وعدم احتمال الكثير من الموظفين للظروف المماثلة. رغم إن الحل بسيط وهو إن يتعمل نظام تهوية جيد، مش هيكلّف كل شركة أكتر من 60 دولار (حوالي 1000 جنيه مصري)، بس هيكسبهم مبالغ أضخم بكتير لأن صحة الموظفين الإدراكية والجسدية هتبقى أحسن، وبالتالي شغلهم هيبقى أفضل وينتجوا بمعدلات أكبر.

التهوية السيئة تسبب الأمراض

على جانب آخر بقى، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية (WHO)، التهوية السيئة في البيوت والشركات وغيرهم، ممكن تؤدي إلى انتشار بكتيريا مضرة اسمها “الفيلقية – Legionellosis”، اللي بتنتشر في الأماكن الرطبة إلى حد ما. يعني لو مثلًا ماستخدمتش الدش أو الحنفية لمدة أطول من 3 أيام هتلاقي البكتيريا دي انتشرت، عشان كده بينصحوا إنك لو راجع من السفر بعد مدة، تسيب الميّه شغالة شوية من غير ما تستعملها علشان البكتيريا دي تنزل من الدش أو الحنفية. البكتيريا دي -بالمناسبة يعني- ممكن تصيب البشر بالحمى ومرض يشبه البرد بس أقوى اسمه (Pontiac Fever).

الصورة: AF.mil

التهوية السيئة كمان بتوفر بيئة مناسبة لنوع آخر من البكتيريا الفطرية، تُدعى الفطرية السُلية واللي بتؤدي للإصابة بمرض السل أو الدرن، ولمن لا يعلم هو مرض بيجي في الرئتين، وإذا لم يُعالج بسرعة ممكن يؤدي إلى الموت بنسبة 50%. المشكلة الأكبر بقى، إن البكتيريا دي مُعدية، وبسبب التهوية السيئة والكتمة، هتنتشر بين الشركاء في بيت واحد أو شركة واحدة بسهولة، وحتى الضيوف ممكن يُصابوا بيها لو زاروا شخص مصاب بيها.

فكرة انتقال الأمراض بسهولة هي أكتر حاجة مضرة بالصحة للتهوية السيئة الناس مدركاها كده بالـCommon Sense أو بالبديهة يعني. يعني أكيد مر عليك ولو لمرة موقف إنك تكون راكب ميكروباص في الشتاء مقفّل كل شبابيكه، وتلاقي شخص بيطالب بفتح بعض الشبابيك علشان الكتمة وماحدش يتعدي من البرد والأنفلونزا، وعنده حق لأن قفل كل الشبابيك بيمنع دخول الهواء، والنفس اللي خارج من اللي راكبين بيؤدي إلى زيادة درجة الرطوبة، فتبقى مرتع بقى للبكتيريا الي ممكن تسبب الأمراض بالفعل.

اعرف أكتر| عن الميكروبات وأنواعها: مافرقتش .. أهو كله بيجيب العلل!

الصورة: AF.mil

وعشان كده منظمة الصحة العالمية بتنصح بإن يكون في تهوية طبيعية في العموم، ونحاول على قد ما نقدر نخفف من تهوية التكييفات اللي لازم تتنضّف بشكل دوري ويتعمل لها صيانة دايمة علشان ماتحملش هي كمان بكتيريا وتلوّث الهواء.. وطبعا كلنا عافين إن ده بيحصل في أماكن العمل اللي بنشتغل فيها أومااال. بس الكويس فعلا إن بعض المستشفيات حاليًا بتستخدم نظام هجين بين التهوية الطبيعية وبين التكييفات، علشان أولًا تقلل من استهلاك الطاقة للتكييف وكمان النظام يكون صحي أكتر للمُصابين بالسل وأمراض الرئتين.

وفي النهاية، هما برضه بيحذروا من بعض الحالات اللي بتستخدم فيها التهوية الطبيعية، في حالات تلوث الهواء في الخارج مثلًا، أو في حالات الحماية من الملاريا، اللي ساعتها بيُفضّل يتحط شبكات (بيُطلق عليها شاشات تهوية) ذات فتحات دقيقة جدًا ماتمررش نموسة حتى. لا يُنصح كمان باستخدام التهوية الطبيعية في بعض المعامل اللي بتحتاج تتحكم في درجات الحرارة جواها، وكمان في الأماكن اللي فيها الجريمة مرتفعة. ومن منطلق إن إحنا بعيد عن الكلام ده وقاعدين في مكاتب قدام جهاز كمبيوتر لـ8 ساعات يوميا، فيُفضل وجود تهوية طبيعية في أماكن العمل حتى تستنشقوا هواءً نقيًا على رأي الدكتور بتاع حقوق الإنسان في فيلم اللي بالي بالك 😀


المصادر: urbangreencouncil  who  sciencenews

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى