.
ليه وإزاي؟

الذهب الذي هبط على الأرض!

كتب: أحمد حسين

تقريبًا لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يحب الذهب، أو لا يقدره كمعدن له قيمته في العموم، فاستخدامات الذهب عديدة، منها التجاري ومنها الطبي. لذلك فالذهب يعتبر من أهم المعادن الموجودة على الأرض، لكن هل فكرت من أين يأتي؟ ربما أول إجابة ستخطر على بالك ستكون من باطن الأرض، لكن هذا الكلام ليس دقيقًا بشكلٍ كامل.

لقد أصبح الآن بإمكاننا تصنيع الذهب، بعد محاولات عديدة خاضها الكيميائيون، قديمًا في العصور الوسطى تحديدًا، لمحاولة الوصول لطريقة صنع الذهب من المعادن الأخرى، والتي باءت جميعها محاولاتهم باءت بالفشل.. لكن هذا ليس مجال نقاشنا، ما يدور حوله سؤالنا هو كيف آتى هذا المعدن من الأساس؟

صورة: moneycontrol

ماذا لو أخبرتك أن الذهب آتى من الفضاء؟!

قديمًا جدًا جدًا، في وقت الانفجار الكبير _وما تلاه_ كانت النجوم _ولا تزال_ عُرضة للانفجار في أي وقت. لماذا؟ في الحقيقة السبب في ذلك أن النجوم تتكون أغلب كتلتها من غاز الهيدروجين (أخف وأبسط غاز). ضغط الجاذبية القوي يؤثر بشكل كبير على الهيدروجين، مما يجعل الضغط قويًا في وسط النجم فيفعِّل الانصهار النووي في باطنه. هذه العملية تنتج كمية كبير من الطاقة مما يجعل النجم متوهجًا بهذا الشكل.

خلال ملايين السنين، حوﱡلت هذه التفاعلات/الانصهارات غاز الهيدروجين إلى عنصر أثقل، كالهيليوم والكربون والأكسجين، ثم الحديد والنيكل. في هذه الحالة تنخفض كمية الطاقة التي يتم انتاجها بعد التفاعل النووي، فيتلاشى الضغط الموجود في باطن النجم، فيتقلص حجم النجم حتى يتم إنتاج طاقة كبيرة لا يتحملها النجم فينفجر. هذه العملية تُشكل في النهاية ما يسمى بـ(سوبر نوفا).

ولأن الضغط الناتج من هذا الانفجار عالي جدًا، فإن جميع البروتونات والالكترونات تتجمع بشكلٍ ما مع بعضها مما يحولها إلى نيوترونات، فتلتقطها المعادن بسهولة. فتبدأ المعادن بالتطور، فمثلًا يلتقط الحديد كميات كبيرة منه، ليبدأ بعدها عملية التطوير فيتحول من حديد إلى فضة إلى ذهب إلى أن يصل إلى اليورانيوم.

صورة: forexnewsnow

كيف ينزل الذهب من الفضاء على الأرض؟

عندما يتم تدمير نجمًا، ويبدأ بعدها في نفس العملية السابقة، تُنتج كمية كبيرة جدًا من الطاقة، يتم عن طريقها تكوين الكواكب والنجوم الأخرى. في أثناء الانفجار الكبير، كانت الأرض (بعد تكونها عن طريق الغبار الكوني الذي كان مُحملًا بكمية كبيرة من غاز الهيدروجين والذي أدى في النهايةإلى تفاعلات أنتجت الأكسجين والكربون وغيره من العناصر المهمة) واحدة من الكواكب المحظوظة التي احتفظت بالذهب في هذا الوقت، فتمت التفاعلات التي أدت إلى إنتاج معادن مثل الحديد والألومنيوم  والذهب. لذلك ظل في أعماق أعماق الأرض مدة طويلة حتى استطعنا استخراجه. الغريب في الأمر، أن كل ما استخرجناه من ذهب حتى الآن (ككمية) يساوي حجم ثلاثة حمامات سباحة أولمبية فقط.


المصادر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى