ليه التفاح بيتحول بُني؟
كتب: أحمد حسين
تتجول في المنزل، تلتقط تفاحة، تأكل جزءًا منها، وتتركها لتنشغل في أمرٍ ما، تعود مرة أخرى لتجدها تحولت إلى اللون البُني، كرد فعل طبيعي ترميها، فهل تعرف سبب تحوّلها للون البُني؟
التفاح من أكثر أنواع الفاكهة انتشارًا في العالم، بسبب مذاقه الجميل وسعراته الحرارية القليلة، لكن المشكلة ليست في المزاج أو الطعم، بل في اللون البُني الذي تتحول له التفاحة بعد وقتٍ قليل، والذي يرجع السبب فيه لوجود مادة في خلايا الفاكهة _كما في خلايا البشر_ تُسمى ”أكسيدات البولي فينول –Polyphenol oxidase“. تشجع هذه المادة الفينول على التفاعل مع جزيئات الأكسجين، لينتج عن هذه التفاعلات الطويلة مادة بروتينية معروفة إلى حد ما تُسمى ”الميلانين –Melanin“.
الميلانين هو البروتين الذي يتحكم في لون الشعر والجلد والعيون، ولأن الميلانين بُني اللون في الأصل، فيتسبب عند إنتاجه في التفاح إلى تحويله للون البُني، لأن الملانين ينتشر في أنسجة النبات أكثر من انتشاره في أنسجة البشر، فنحن ننتجه فقط في الشعر والعيون والطبقة السُفلى في الجلد، لكن النباتات (الفاكهة) تنتج الميلانين في كل جزء فيها.
فائدة الميلانين بالنسبة للنبات مختلفة، فالميلانين يغلّف النبات، ليعمل كدرع واقعي مقاوم للتلوثاأو العدوى. لذلك، عندما تفتح تفاحة فاسدة أو بداخلها عفن، ستجد جزءًا كبيرًا منها ملوّن باللون البُني، وذلك لأن هذه هي ردة الفعل المناعية للتفاحة تجاه العفن. لكن ليس العفن وحده فحسب يمكنه التسبب في اللون البُني للتفاحة، فإذا أسقطت التفاحة على الأرض، فسوف تنتج الميلانين كرد فعل دفاعي على التشققات التي حدثت في جسدها نتيجة هذا السقوط.
لذا إذا قمت بتقطيع تفاحة، أو أكل جزءًا منها، فاحرض على إنهائِها سريعًا، قبل أن تحمي نفسها بإنتاج الميلانين كرد فعل دفاعي على موت الخلايا نتيجة للتقطيع.
المصدر