بدلة الفطر تهضمك بعد موتك
كتب: أحمد حسين
مع كل هذا الاهتمام بالكيفية التي يمكننا عن طريقها تقليل انبعاثات الكربون في عالمنا، معظمنا ينسى أننا نستمر في تأثيرنا على البيئة بعد الموت ولفترة طويلة. لهذا اخترع فريقًا من المصممين شيئًا صديقًا للبيئة، بدلة منسوجة من أنسجة الفطر تُسمى ”بدلة الدفن الأبدية/اللانهائية“.
تُعرف هذه البدلة باسم ”بدلة الموت الفطرية“، فكرة البدلة هي أن الفطر سوف يبدأ في النمو من جسد الإنسان عند اللحظة التي سيدفن فيها. سيهضمك الفطر ببطء في نفس اللحظة التي سينحي فيها ملوثات البيئة الموجودة في الجسد (المبيدات الحشرية، المعادن الثقيلة، المواد الحافظة) جانبًا في هذه العملية. أُعِلن عن هذا الاختراع لأول مرة قبل خمس سنوات، وأثار جدلًا واسعًا تم حسمه أخيرا حيث سيتم طرح هذه البدلة للبيع في شهر أبريل القادم.
تعتمد البدلة على قوة معالجة الفطر، وهي قدرة الفطر على تنظيف الملوثات السامة في البيئة. قال ”جاي رحيم لي“، فنان ومبتكر البدلة، أنه استوحى الفكرة من كون الفطر هو سيد المُحللات في الأرض، وبالتالي يعتبر هو الرابط بين حياة الكائنات وموتها.
أجرى لي وشريكه كيواو، أول اختبار لهم على البدلة. ”دينيس وايت“، البالغ من العمر 63 عامًا، والذي عانى من مرض للأعصاب الطرفية يُسمى ”الحبسة المترقية الأولية“ (اضطراب في النطق والكلام)، ولديهم بالفعل _غير دينيس_ عملاء على قائمة الانتظار بالمئات، منتظرين طرح البدلة للبيع بسعر 999 دولار تقريبًا في الولايات المتحدة.
ونتيجة لمطلب عام، طور الفريق تقنية تساعد الحيوانات الأليفة الخاصة بك على العودة إلى الطبيعة، ومن المتوقع صدور هذه التقنية في وقتٍ مُبكر من الشهر القادم.
الفكرة في موضوع الحفاظ على البيئة، هي أننا الآن نقطع الشجر لنصنع التوابيت، والتي يتم تغليفها بمواد كيميائية فيما بعد لتستمر لعدة قرون، مما يعرضنا لخسارة جزء كبير من الأراضي القيّمة. وقبل أن يدخل الإنسان إلى التابوت أصلًا، يكن قد امتلئ جسده بالفورماليد السام.
ولأن حرق الجثث أيضًا _في بعض الديانات_ لا يُعد مفيدًا للبيئة أيضًا، إذ أن الحرق يتسبب غالبًا في انتشار الغازات السامة في البيئة. قام مصممان إيطاليّان آخران بصنع غُلافًا يُحوّل الجسم البشري إلى شجرة.
يأمل لي أن تغير هذه الاختراعات من نظرة الإنسان إلى عملية الدفن والموت برمتها.
المصدر
