علماء الولايات المتحدة يؤيدون بحذر التعديل الجيني في البشر
كتبت: مها طــه
في خطوة مثيرة للجدل، أعطت اللجنة العلمية العليا للولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لأحد الأشكال الأكثر إثارة للجدل بخصوص التعديل الجيني، حيث سيتم بعد ذلك توريث التغيرات الجينية التي أُدخلت على الاجنة البشرية ونقلها إلى الأجيال القادمة.
للمرة الأولى، نصحت لجنة من الخبراء مُشكلة من اثنين من المؤسسات العلمية الأكثر شهرة في الولايات بالقيام بهذه العملية والتي تُدعى «تعديل السلالة الجرثومية – germline editing» والتي ينبغي النظر إليها بجدية كخيار ليس محظورًا في المستقبل.
تبدو اللهجة حاليًا أكثر إيجابية بكثير مما كان عليه الوضع في تقييم القمة الدولية للعلماء في ديسمبر 2015، والتي أعلنت وقتها أنها غير مسئولة عن المضي قدمًا في تعديل السلالة الجرثومية، إلا بعد أن تكون راضية عن قضايا السلامة والتوافق الاجتماعي.
الموقف الجديد، طبقًا لتقرير صدر هذا الأسبوع من قِبل الأكاديمية الوطنية الامريكية للعلوم، والأكاديمية الوطنية للطب، ينص على أن تعديل الجينات الموروثة في الأجنة المبكرة والبويضات والحيوانات المنوية يجب أن تتم فقط للوقاية من مرض خطير أو إعاقة ما، وذلك بعدما أثبتت الأبحاث العلمية أن هذه العملية آمنة ولها عدد من المعايير الصارمة.
صرّح «ريتشارد هاينز»، الباحث بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لصحيفة نيويورك تايمز، أنه في السابق كان من السهل على الناس أن يقولوا أن هذا التعديل الجيني غير ممكن ولذلك لم يكن لديهم رغبة في التفكير في هذا الأمر كثيرًا، أما الآن يمكننا أن نرى مسار يمكن اتخاذه للقيام بذلك، ولذا يجب التفكير في كيفية التأكد من أن الأمور كلها تسير في نصابها الصحيح.
في هذا السياق، يجدر بهذه التقنية أن تُستخدم لمنع انتقال الأمراض الوراثية مثل مرض «هنتنجتون» _مرض عقلي وراثي_ من الانتقال من الآباء إلى الأبناء، ولكن منتقدي الفكرة يقولون أن هذا سيكون له الكثير من التبعات، وأحد هذه التبعات قد يكون أنها قد تؤدي لحدوث طفرات والإصابة بأمراض وراثية جديدة.
وهناك خطر آخر يمكن أن يفتح الباب أمام المجتمع لاستخدام تقنيات التعديل الجيني مثل «كريسبر كاس 9»، فيؤدي إلى عالم بائس من الأطفال المُصممين جينيًا لمن يمتلك القدرة المادية. وفي محاولة للتصدي لهذا النوع من الحالات، أوصى تقرير اللجنة بأن يتم قصر استخدام تقنيات التعديل الجيني على العلاج أو الوقاية من الأمراض ومُسببات الإعاقة، وألا يتم استخدامها في أي نوع من أنواع التلاعب بالجينات البشرية وتعزيز بعض الصفات مثل القوة البدنية والمظهر الخارجي وغيرها.
وبعبارة أخرى فإن التقرير يبتعد تمامًا عن فكرة البشر الخارقين التي يتخوف منها المنتقدون، ولكن على الرغم من ذلك مازالت بعض المخاوف قائمة في حالة أن أصبح التعديل الجيني إجراء طبي منتشر، فإن المعايير الأخلاقية الحاكمة له قد تصبح أكثر تساهلًا.
المصادر: nap nytimes sciencealert