رسميًا.. الكشف عن عضو جديد في جسم الإنسان
كتبت: مها طـه
صنف الباحثون عضوًا جديدًا في الجسم البشري، والذي كان مختبئًا كل هذا الوقت داخل الجهاز الهضمي، وعلى الرغم من أننا حاليًا نعرف تركيب العضو الجديد، إلا أن وظيفته لازالت غير مفهومة بشكل كامل، ودراسته قد تكون هي المفتاح لفهم وعلاج أمراض الباطنة والجهاز الهضمي بشكل أفضل.
هذا العضو والمعروف باسم المساريق، والذي عُثر عليه بداخل أجهزتنا الهضمية، كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنه يتكون من تراكيب منفصلة ومُجزأة، لكن الأبحاث الأخيرة، أظهرت أنه في الواقع عضو واحد متصل. إعادة تصنيف هذا العضو تم نشرها في دورية «لانسيت» لعلوم الكبد والجهاز الهضمي.
قال «كالفين كوفي» باحث في مستشفى جامعة ليمريك في أيرلندا، وهو أول من اكتشف أن المساريق كانت عضوًا، أنه وبناءًا على الورقة البحثية الجديدة، والتي استعرضت العديد من الأدلة، يُمكن القول بأن الجهاز الهضمي حاليًا يحمل عضوًا جديدًا لم نكن نعرفه على هذا النحو من قبل.
وأضاف «كوفي» أن الوصف التشريحي الذي تم وضعه منذ أكثر من 100 سنة غير صحيح، وهو أبعد ما يكون عن أن يكون مجزأً، فهو عبارة عن تركيب واحد ومتصل. بفضل هذه الأبحاث الجديدة، واعتبارًا من العام الماضي، بدأ طلاب كليات الطب في دراسة المساريق كعضو منفصل داخل الجهاز الهضمي، كمان تمت إضافة هذا التحديث لأحد أشهر سلاسل الكتب الطبية في العالم (Gray’s Anatomy).
إذًا ما هي المساريق؟ إنها بمثابة طيتين من الغشاء البريتوني – بطانة التجويف البطني – ووظيفتها أن تربط بين الأمعاء وجدار البطن، بحيث تبقى كل المحتويات ضمن مكان مغلق. أحد أقدم الأوصاف للمساريق كانت بواسطة ليوناردو دافنشي، وعلى مدى قرون تم تجاهله بشكل عام، وفي خلال القرن الماضي، افترض الأطباء الذين درسوا المساريق أنه يتكون من أجزاء منفصلة، الأمر الذي جعل دراسته غير مهمة.
لكن في عام 2012، أظهر «كوفي» وزملاؤه ومن خلال الفحوص المجهرية المفصلة، ان المساريق في الواقع تركيب واحد متصل، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، جمع فريق البحث دليلًا إضافيًا على أن المساريق يجب أن تُصنف على أنها جهاز منفصل في الجهاز الهضمي.
وعلى الرغم من أن التركيب داخلنا لم يتغير، إلا أن إعادة تصنيف هذا العضو، ستؤدي لظهور مجال جديد من العلوم الطبية، التي يُمكن أن تُحسن من النتائج الصحية، وقال «كوفي» أنه بناءًا على هذه النتائج يُمكن تصنيف أمراض الباطنة.
قال «كوفي» أنه حاليًا تم التعرف على التركيب والتشريح الخاص بالعضو، والخطوة التالية هي الوظيفة، وبناءًا على تحديد الوظيفة، يُمكن تحديد أي خلل فيها وتصنيفه كمرض، وإذا قمنا بوضع كل هذه العوامل معًا، يمكن التوصل لمجال طبي خاص بالمساريق، وهو ما يُعد منطقة جديدة تمامًا في العلم.