.
النشرة

دراسة جديدة: الشلل الرعاش قد يأتي من القناة الهضمية لا المخ

كتبت – يارا كمال

أضافت دراسة جديدة على الفئران للبناء المتراكم من الأبحاث الذي يشير إلى أن مرض الشلل الرعاش يبدأ من القناة الهضمية. وربما ذلك يفسّر بعض الصدف الغريبة التي ارتبطت بالمرض، فعلى سبيل المثال، يشتكي أغلب مرضى الشلل الرعاش من الإمساك قبل ظهور بقية أعراض المرض بما يصل إلى عشر سنوات.

إن الأكثر شيوعًا هو ارتباط الشلل الرعاش بالارتعاش والتيبس وصعوبة الحركة وذلك يسببه القضاء على الخلايا العصبية في أعماق المخ.

وبالرغم من وجود علاجات تبطّيء من تطوّر الحالة، إلا أنه لا توجد طريقة لمنعها أو علاجها، ومازال الباحثون لا يفهمون حقًا ما يسبب هذا المرض وكيف يتطوّر.

حصر العلماء لسنوات بحثهم عن سبب الشلل الرعاش في المخ، ولكن تشير الأدلة المتراكمة إلى أن ذلك قد يكون نهج خاطئ.
من المحتمل أن يكون منشأ الشلل الرعاش هو القناة الهضمية قبل أن ينتشر إلى المخ، مما يفسّر بعض الروابط الغريبة التي رآها الباحثون في مرضى الشلل الرعاش.

لاحظ الباحثون أن المصابون بالمرض غالبًا ما يبلغون عن إصابتهم بالإمساك ومشاكل هضمية أخرى قبل ملاحظة الارتعاش بما يصل إلى 10 سنوات. هناك دليل آخر على نشأة الشلل الرعاش من القناة الهضمية وهو أن المصابين بالمرض لديهم بكتريا معوية مختلفة عن بقية البالغين الأصحاء.

توصل الفريق إلى فكرة نشأة الشلل الرعاش من القناة المعوية من خلال النظر إلى انتشار الألياف السامة المصنوعة من مادة تُدعى “ألفا-ساينوسلين” (alpha-synuclein). هذه المادة صغيرة وقابلة للذوبان في الخلايا العصبية السليمة، ولكن لسببٍ ما، تتراكم جزيئات هذه المادة لدى المرضى بالشلل الرعاش وتكوّن ألياف تدمّر الأعصاب في المخ.

منذ حوالي عِقد، بدأ الباحثون تسجيل أن المرضى اللذين لديهم ألياف في أمخاخهم، لديهم أيضًا هذه الألياف في قناتهم الهضمية.

في أحدث دراسة معنية بهذا الشأن، لاحظ فريق معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الفئران التي عُدِلت جينيًا لتكون عُرضة للمرض، عن طريق الإنتاج الزائد لألياف ألفا-ساينوسلين. ربّى الفريق بعض الفئران في أقفاص عادية غير معقّمة وبعضها في بيئة معقّمة خالية من الجراثيم.

إن الفئران التي تربّت في أقفاص خالية من الجراثيم ظهر لديها عجز حركي أقل وألياف سامة أقل في أمخاخها. بينما ظهرت أعراض الشلل الرعاش على الفئران التي تربّت في بيئة غير معقمة كما المتوقع، نظرًا لاستعدادها الوراثي.

كان العلاج بالمضادات الحيوية قادر على تقليل الأعراض لدى الفئران غير المعقمة، مما يشير إلى أن هناك شيئًا متعلقًا بالميكروبيوم يعزز الأعراض.

في النهاية، حقن الفريق الفئران الخالية من الجراثيم ببكتريا القناة الهضمية التي لدى مرضى الشلل الرعاش من البشر. انتقلت حالة تلك الفئران من عدم ظهور أي أعراض لديها إلى تدهورها سريعًا. ولم يكن لبكتريا القناة الهضمية المأخوذة من البشر الأصحاء نفس التأثير.

قال ”تيموثي سامبسون“، أحد أفراد الفريق، إن تلك كانت لحظة ”وجدتها“، وبالرغم من أن الفئران جميعها كانت متطابقة جينيًا، وكان الفرق الوحيد هو وجود أو غياب بكتريا القناة الهضمية، وإنهم الآن واثقون من أن بكتريا القناة الهضمية تضبط أعراض المرض، بل هي مطلوبة لظهورها.

يعتقد العلماء أن بكتريا القناة الهضمية قد تُطلق كيماويات التي تزيد تفعيل أجزاء من المخ مما يؤدي إلى تلفها.

مازال هناك الكثير من البحث المطلوب قبل أن نؤكد ما توصّل إليه، ولكن إذا ثبتت صحة البحث وتكررت نتائجه، فسوف يغيّر الطريقة التي نتعامل بها مع هذا الحالة للأبد.

المصدر:  sciencealert  newscientist

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى