الخرافة والديناتولوجي: إحنا اللي دهنّا الهوا دوكو (الجزء الأول)
كتب: أحمد حسين
”المواهب .. طريقط للثراء والخلود والتأثير“ كتابٌ يؤكد مؤلفه من خلاله أن موهبتك، باختصار، هي طريقك الآمن نحو العالمية، وطريقك السريع نحو السعادة الغامرة، وأنه لكي يتحقق لك ذلك عليك أن تتعرف على موهبتك، وأن تعرف أين تقع في جدول المواهب الرقمي، وهو ما سيدلك عليه مؤلفنا مؤسس علم ”الديناتولوجي“.
الديناتولوجي _بحسب تعريف مؤسسه والذي بالمناسبة خريج كلية الصيدلة_ هو علم البحث عن المعلومة والتعامل معها. ليكن الأمر أوضح، إذا كانت الكيمياء هي علم دراسة الذرة، فالديناتولوجي هو علم دراسة المعلومة.
حاولت البحث بشكل أكثر استفاضة عن معلومات تفيدني، دخلت إلى الموقع الإلكتروني الخاص بالديناتولوجي. اطلعت على السيرة الذاتية لمؤسس هذا العلم، فعرفت أنه _بحسب تعريفه لنفسه_ عمره الأرضي 23 عامًا، وإنجازاته كانت تأسيس علم الديناتولوجي.
بالإضافة لاختراع لغة البرانكا (وهي _بحسب تعريفه_ مزيجًا بين لغة الإشارة وطريق برايل، اخترعها كي يتواصل الأبكم أو الأصم مع الكفيف، كما يأمل في أن تأتي له هذه اللغة بجائزة نوبل للسلام)، هو أيضًا مؤلف لخمسة كتب عن المواهب، ودليل الطالب العبقري، و30 قانون للمذاكرة الفعالة، ويأمل _يومًا ما_ في صناعة عقار للقضاء على السرطان.
ما لفت نظري حقًا هو قدرات أو بالأحرى مواهب صديقنا هذا، وهي (11+17+59) في ”جدول المواهب الرقمي“، فحاولت البحث عن هذا الجدول لفهمه أولًا،وبعدها كي أتعرف على قدراتي، فوجدت أن هذا الجدول يمثل إنجازًا من إنجازات الفرع الثاني لعلم الديناتولوجي فرع التربية.
فبعد شهور من البحث العلمي والدراسة والتحليل تم التوصل إلى أن المواهب 84 نوع، وهناك 7 أنواع من المواهب تسمى ”المواهب الشاذة“، والتي لم يبحث فيها أحد بعد. لكن عمومًا، لكي تعرف أنك موهوب فيجب أن تمتلك 3 قدرات من الجدول بدرجات عالية جدًا فيكون مجموع الثلاثة معًا هو ”الموهبة“.
الديناتولوجي يظهر في الإعلام
ظهر مؤسس علم الديناتولوجي في الإعلام عديد من المرات؛ لقاءات تليفزيونية، حوارات منشورة في جرائد ومجلات مختلفة خلال الـست سنوات الذي بدأ فيها بنشر علمه. برامج شبابية، وبرنامج لكاتب وصحفي ورئيس تحرير مشهور، وبرنامج لحارس مرمى معتزل، وبرنامج قديم لسيناريست وكاتب صحفي، لم يكن مؤسس علم الديناتولوجي يبخل على أي أحد بعلمه، مما يكسبه تواضع العلماء الكِبار.
في أول لقاء له، ديسمبر 2011، في أحد البرامج الشبابية، عندما سأله المذيع إذا كان عبقريًا أم لا، ردّ عليه شابنا مؤسس علم الديناتولوجي بأن تعريف العبقرية _أو العبقري بمعنى أصح_ هو: “أي شخص حتى لو كان غبي قدر يخرج من الواقع، ويعدي الحاجز ويوصل للغيب وياخد معلومة منه يبقى عبقري”
ودلل بحديثه على ”جريجور مندل“ مؤسس علم الوراثة النمساوي، بالرغم من إن مندل أفنى عمره تقريبًا في دراسة وتطوير علم الوراثة، ولم يتم الإعتراف به إلا بعد موته بحوالي ستة عشر عاما، بعد أبحاث دقيقة تمت كي يتم إثبات أن “الوراثة” يمكن أن يكون لها علمًا خاصًا بذاتها من الأساس.
تحدث مؤسس علم الديناتولوجي أيضًا عن اكتشافه لطرق جديدة للمذاكرة عن طريق استخدام قوة جذب القمر، مثلًا يقول أنه في يوم من الأيام صعد إلى سطح منزله ليذاكر فرع الأدب في اللغة العربية في الثانوية العامة.
فوجد أنه انتهى من الدراسة في ساعة، فلم يفلت منه هذا الأمر، والتقط الإشارة، وبدأ في دراسة الأجواء المحيطة له، فوجد أن القمر كان بدرًا في هذه الليلة، وأن القمر والأرض بينهما علاقة تجاذب، لذلك فق جذب القمر الدم إلى دماغه، فساعده على المذاكرة بشكلٍ أفضل.
وذكر معلومتين تخصان هذا الأمر، الأولى: أن الحجامه يتم عملها في منتصف الشهر الهجري لأن الدم في ذلك الوقت يصعد إلى سطح الجلد، والثانية: أن الخروج إلى الصيد يحدث في هذه الأيام أيضًا لأن السمك يخرج إلى سطح الماء بسبب جذب القمر له. ولا يغيب عنكم أنه بالطبع عند البحث عن أي مصدر علمي أو غير علمي حتى يتفق مع هذا الكلام، لم أصل إلى شيء.
يُكمل مؤسس علم الديناتولوجي حديثه، بعد سؤال المذيع له عن خطوته القادمة، قال: ”عايز أعمل دكتوراه في علم الديناتولوجي بره مصر“، والغريب أنه لم يثير فضول المذيع كفاية ليسأله عن أي جامعة سيناقش فيها رسالة الدكتوراه، وعن ماهية الهيئة العلمية التي ستناقشه؟ بما أنه هو نفسه مؤسس علم الديناتولوجي فمن سيعرف أكثر منه في علم هو مؤسسه كي يناقشه فيه من الأساس؟ علم جديد لا يندرج تحت أي علم من العلوم كما ذكر هو بنفسه.
حاول المذيع أخذ نصائح منه في ما يخص طرق المذاكرة الحديثة، فقال له مؤسس علم الديناتولوجي أن هناك طرق خاطئة للمذاكرة يمكنها إصابة الطالب بمرض السكر، لأن الطالب يأكل سكريات بكميات كبيرة في أثناء التوتر، فلا يفرز البنكرياس الإنسولين فيترسب السكر في الدم، والحل هو ”إنك تجيب سبورة“ لأن المذاكرة عليها ستتيح لك مساحة من الحركة يمكنها حرق السكر المترسب في الدم، وتقليل فرصة إصابتك بمرض السكر.
وعن سؤاله حول طرق المذاكرة الحديثة قال: “لما تحس إنك ملّيت من المذاكرة، جدد في طريقتها، انت بتذاكر الكتاب من الأول للآخر صح؟ لا، ذاكر الكتاب من الآخر للأول، وكمان ذاكر عن طريق استخدام حاسة الشم، حط برفان وانت بتذاكر“ قبل انتهاء الحلقة نصح مؤسس علم الديناتولوجي المتفرجين بدراسة اللغة العربية لأنها باقية إلى نهاية الكون، كما أن اللغة الإنجليزية ستنقرض بحلول عام 2090!
في المقال القادم، سنتحدث عن علاقة الديناتولوجي بالموهبة وجين الموهبة الموجود بداخل كل إنسان، وكيف يتواصل مؤسس علم الديناتولوجي مع البشر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟
المصادر: biography