نجاح علماء في صنع ليزر من الدم البشري
كتب: أحمد حسين
طوّر فريق باحثين من جامعة ميتشجين بالولايات المتحدة ليزر من الدم البشري، باستخدام صبغة فلوريسنت تُدعى ”إندوسين جرين“ أو اختصارًا (ICG)، وهذا الاختراع سيساعد الأطباء في الكشف عن الأورام في أجساد البشر.
كيف يعمل هذا الليزر الجديد؟ لعمل أي ليزر، كل ما تحتاجه هو مصدر للضوء، ومادة مُكبّرة، وتجويف عاكس. استخدم الباحثون صبغة الإندوسين جرين في ذلك، وهي صبغة مُصرّح باستخدامها من قِبل إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية، ثم خلطوا هذه الصبغة بالدم البشري، ليعمل كمادة مُكبّرة، فأصبح لديهم ليزر مصنوع من الدم البشري.
قال ”شو دونج فان“، أحد الباحثين، أن الليزر لن يعمل فقط عن طريق الإندوسين جرين ولابد من وجود الدم البشري ليكتمل. وعندما تمتلك مصدرًا للضوء ومادة مُكبرة وتجويف عاكس، فأنت تمتلك _حينها_ ليزر يمكنه أن يعمل بشكل جيد.
كما شرحت ”جنيفر أوليه“ لموقع (Gizmodo)، أنه عند تُطلق الضوء أو الكهرباء على الوسيط (المادة المُكبرة)، فتساعد في تسريع انطلاق الذرّات لدرجات عالية من الطاقة. وبعدها ترتطم الفوتونات بالتجويف، عندما يرتطم أحد الفوتونات بذرة مُنطلقة، تعود هي للحالة الطبيعية، وتُطلق فوتونًا آخر، بنفس التردد منطلقًا في نفس الاتجاه. عند تكرار هذا الأمر، تُطلق الفوتونات شُعاع الليزر.
عندما وضع فان وفريقه الدم البشري والإندوسين جرين في أسطوانة عاكسة، وسلّطوا عليهم شعاعًا للضوء، انبعث الضوء من الدم، مما أعلن عن تقنية مُحتملة لكشف الأطباء عن الأورام في الجسم، حيث أن صبغة الإندوسين جرين يكثر وجودها في الشعيرات الدموية، وتجمّع الدم في شكل أورام، سيبعث ضوءً كثيرًا أشبه بضوء أشجار الكريسماس.
هذه التقنية ستعمل عن طريق حقن المريض بصبغة الإندوسين جرين، وتسليط الضوء على الجلد، في نفس الوقت التي ستكشف فيه الكاميرات التي تعمل بالأشعة فوق الحمراء وجود أورام في هذه المنطقة من عدمها.
يحتاج الباحثون حاليًا لاختبار الليزر على الأنسجة الدموية للحيوانات الحيّة، لأنهم لا يعرفون حتى الآن المادة التي ستقوم بدور التجويف العاكس. اقترح فان أن تلعب الجزيئات النانوية من الذهب هذا الدور.
أضاف فان أيضًا، أنهم يسعون لتجربته على البشر، لكنهم يجب أن يتأكدوا أولًا من أن الليزر المُنطلق لن يكون مؤذيًا، بحسب كلامه فإنهم لا يريدون حرق الأنسجة وإنما علاج الدم مما فيه.
المصادر: