.
النشرة

دراسة جديدة قد تشرح سبب ظاهرة الديجافو

كتبت: يارا كمال

طالما حاول العلماء الوصول إلى تفسير لما يحفّز الإحساس بالديجافو، وهو إحساس قوي بأنك مررت مسبقًا بالتجربة التي تمر بها الآن، كأن تشعر بأنك سمعت الجملة التي قيلت الآن من قبل أو أنك رأيت المكان، الذي من المفترض أنك تدخله الآن لأول مرة، من قبل. يحاول فريق من علماء الأعصاب، بقيادة ”أكيرا أوكونور“ من جامعة ”سانت أندروز“ بالمملكة المتحدة، الآن الوصول لتفسير لهذه الظاهرة.

استطاع الفريق معرفة كيفية تحفيز هذا الشهور في إطار معملي، وذلك عن طريقة خدعة متقنة لزرع ذكريات زائفة في عقول المشاركين في التجربة.

تضمنت التجربة تلاوة قائمة من الكلمات المرتبطة ببعضها البعض مثل (سرير – وسادة – ليل – حلم)، والتي تترك كلمة واحدة واضحة وهي (النوم) في هذه الحالة.

بهذه الطريقة، يمكن زرع ذكرى زائفة، ولكن هذا ليس نفس الأمر بالضبط في شعور الديجافو، لذا أضاف الفريق خطوة أخرى.

في الجزء الأول من التجربة، سمع المشاركون الكلمات ذات الصلة ببعضها البعض، ثم سألهم الباحثون ما إذا سمعوا كلمة تبدأ بحرف ”S“ في إشارة إلى كلمة (نوم – sleep)، وبما أنهم لم يسمعوها، فتكون إجابتهم ”لا“.

فيما بعد، عندما يُطلب من المشاركين أن يتذكروا الكلمات التي سمعوها، يعرفون أنهم لم يسمعوا كلمة تبدأ بحرف ”S“، ولكن في نفس الوقت تكون الذكرى الزائفة لسماع كلمة (sleep) زُرعت بداخل عقولهم، مما يجعلها تبدو مألوفة، وبالتالي يشعرون بالديجافو.

باستخدام هذه التقنية مع 21 مشارك، لاحظ الباحثون ما يحدث في أمخاخهم وهم يشعرون بالديجافو.

من المثير للاهتمام إنه بالرغم من أن هذه التقنية تنطوي على استعمال الذاكرة وعلى زراعة ذكرى زائفة في أمخاخ المشاركين، إلا أن الأجزاء المتعلقة بالذاكرة في المخ لم تكن تلك الأجزاء التي أضاءت في الفحص بالرنين المغناطيسي الوظيفي. ففي المؤتمر الدولي للذاكرة في بودابست بالمجر في الشهر الماضي، قال ”أوكونور“ إنه خلال الإحساس بالديجافو، نشطت المناطق الأمامية من المخ المرتبطة باتخاذ القرار.

إذًا ما علاقة اتخاذ القرار بالشعور بأنك مررت بشيء ما من قبل؟

قال ”أوكونور“ إنه يظن أن هذا الشعور يحدث نتيجة غربلة المخ للذكريات، ليعطي إشارة بأن هناك خطأ ما، وهو أني أشعر بأني مررت بتلك التجربة من قبل، ولكن لا توجد ذكرى لها في المخ.

ولكن الدراسة مازالت على نطاق صغير جدًا، وبالتالي فإن تلك النتائج مبكرة للغاية. كما أن الإحساس بالديجافو نتيجة محفّز مصطنع قد يختلف عن الديجافو في الواقع، وبالتالي قد لا تعكس النتائج ما يحدث بالفعل. إلا أن تلك الدراسة نقطة انطلاق مثيرة للاهتمام، تضعنا في مسار مختلف عن التقليدي الذي يضع الديجافو في خانة الذكريات الزائفة القوية، فقد يكون شيئًا أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير.

المصدر:

sciencealert   newscientist

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى