ألو.. أكلم الذكاء الاصطناعي لو سمحت!
كتب: أحمد حسين
من فترة مش كبيرة، مايكروسوفت قررت تعمل أكونت على تويتر بيديره ذكاء اصطناعي. اللي حصل ساعتها كان غريب، أكونت الذكاء الاصطناعي كان بيرد على الناس بهدوء شديد، وبيقول إنه بيحب البشر، والدنيا ماشية تمام، لكنه فجأة تحوّل في 24 ساعة، إلى شيء عنصري جدًا، وفضل يهاجم كل البشر، ويقول إنه بيكرههم، وبيكره مناصري حقوق المرأة، وإن هتلر كان صح وإنه بيكره اليهود!
الذكاء الاصطناعي بيغلط برضه!
طبعًا مايكروسوفت اعتذرت عن الكلام ده، وقالت إن الذكاء الاصطناعي حاكى البشر العنصريين، ودي غلطة غير مقصودة. حصل موضوع زي ده كده، مع عربية عملتها جوجل. المفروض العربية دي بتمشي لوحدها، من غير ما حد يتحكم فيها، بمعنى إنها بتدور، وتمشي على أساس الـ GPS من غير ما يوجهها حد.
اللي حصل بقى إن العربية عملت حادثة ودخلت في أتوبيس. ماحصلش أي إصابات، لأن العربية كانت ماشية بسرعة بطيئة جدًا. أما شركة جوجل قالت إنهم بيتحملوا جزء من المسئولية، لأن السائق _اللي أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي_ أعتقد إن الأتوبيس هيوسّع له مكان، لذلك فضل ماشي لحد ما عمل الحادثة.
طبعًا الكلام ده مش هينفع في ظل اتجاه شركات كتير في العالم لإنتاج مجموعة من الروبوتات وبرامج الذكاء الاصطناعي، اللي هتكون بتشتغل في كل شيء، من تغليف الأغذية في المصانع، للرد على الإيميلات، وحتى قيادة العربيات والطيارات كمان.
حاليًا، فيه نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي بيتم استخدامه على نطاق واسع، زي برامج الدردشة، اللي بتتفاعل معاك بشكل أشبه بتفاعل البشر مع بعضهم، إلى حدٍ ما يعني. ممكن نقول كمثال، برنامج (Siri) بتاع الأيفون، اللي بتقدر تكلمه ويتفاعل معاك بشكل بعيدًا عن التعامل الآلي، لدرجة إن في بعض الناس، طوّروا إعجاب بالبرنامج لدرجة إن في منهم اللي فكر يتجوزه، فيلم Her بيتحقق يا جماعة أهو قدامنا!
مدرسة تعليم الآلات
في اتجاه حاليًا، لتعليم الآلات كيفية التواصل والتعامل، عن طريق محاكاة السلوك البشري في التواصل. فبيحاولوا في الوقت الحالي يجمعوا أكبر قدر من البيانات، اللي ممكن تخلي الذكاء الاصطناعي، يتعامل زي البشر بالظبط. مش بقولكم حاجة كده أقرب ما تكون لفيلم (Her)، وفي الغالب ممكن يختاروا سكارليت جوهانسن برضه هي اللي تعمل صوته.
عمومًا، الكلام مع إنسان زيك، في الغالب بيكون صعب لو مش عارفه كويس، لأنك في البداية لازم تحدد هو يقصد إيه بالكلام اللي كاتبه ده، وبعدين تاخد دورك في الرد، وتحاول يكون ردك مناسب للنقطة اللي بتتكلموا بيها، ولو فرضنا إنك مش عارف معنى كلمة أو القصد منها، فبيكون صعب تتكلموا، وكل ما كانت الكلمات الغامضة دي بتزيد، كل ما حسيت إن المحادثة غريبة، وفكرت تتوقف عن الكلام تمامًا.
طبعًا الكلام مع ذكاء اصطناعي، هيكون مختلف عن الكلام مع البشر. في الغالب الناس اللي اتكلموا مع ذكاء اصطناعي قبل كده، استخدموا كلمات بسيطة ومعناها محدد وقريب من الشيء اللي عايزين يقولوه، علشان يقدر الذكاء الاصطناعي يفهمهم. زائد إنهم ما كانوش بيتعاملوا معاه _بشكل طبيعي_ كشخص بشري، فما كانوش بيتكلموا معاه في حياتهم الشخصية، وده اللي بعض الشركات بتحاول تغيره.
حاليًا، في بعض الشركات بتحاول تعلّم الذكاء الاصطناعي الخاص بيها إن سلوكه يكون قريب من سلوك البشر، ويحاول يعمل محادثات مع الناس و”يرتاحوا له“ ويصدقوه، علشان يتكلموا معاه ويحكوا له، دون حرج، وكأنهم بيتكلموا مع إنسان تاني.
مش هيبقى بشري أكتر من البشر!
تخيل لو معاك موبايل، ولقيت برنامج الذكاء الاصطناعي اللي فيه، بياخد مواعيد إنت مش عايزها، وبيحجز في أماكن إنت مابتحبهاش، وبيتصل بأرقام إنت مش عايز تكلمهم، باختصار بيعمل أي حاجة بمزاجه. ده بالظبط اللي أصحاب الشركات مش عايزين يوصلوا له.
في خط فاصل، مابين إن يكون الذكاء الاصطناعي مُحاكي للبشر، وبين إنه يتحوّل لبشري بإرادة حرة. هو في النهاية روبوت، والمفروض يفضل روبوت وذكاءه مايتخطاش الحدود دي، لأنه لو حصل مثلًا وتخطاها، هتبقى كارثة لأنه هيقدر يوصل لأي شيء هو عايزه، واحتمال لو تلبسته روح شريرة يستعبدنا كلنا ويتحكم فينا بالسُخرة.
عمومًا يعني، الشركات لسه شغّالة على الموضوع ده، ومفيش شركة حاليًا طرحت منتج، ممكن يبقى فيه المواصفات دي بالظبط، لحد دلوقتي المنتجات مختلفة، واللي بيطمحوا له، لسه مجرد كلام على ورق، أو أجهزة بيتم تجربتها.. وربنا يستر في كل الأحوال.
المصادر: