”الزائدة الدودية“ مش زايدة ولا ع الفاضي!
كتبت: مها طـه
في مقالنا (إيه أكتر عضو في جسمك شايف إنه مالوش لزمة؟!) ، ردينا على إجاباتكم تجاه أعضاء أو أجزاء مختلفة من جسمنا شايفين إنهم بلا وظيفة يؤدوها للجسم، وساعتها قلنا إننا هنخصص موضوع بعينه للزايدة الدودية اللي ماطلعتش زايدة ولا موجودة على الفاضي 😀
طول عمرنا من ضمن الثوابت المعرفية في حياتنا، إن الإنسان بيتنفس أكسجين، وبيخرج ثاني أكسيد كربون، وإن النباتات بتعمل العكس في البناء الضوئي، وإن الزايدة الدودية عضو كده موجود في جسم الإنسان مننا لكن مالوش أي فايدة خالص، حتى لما كنا ناخد الجهاز الهضمي وملحقاته في المدرسة، محدش خالص كان بيجيب سيرتها، وغالبًا مش بنعرف إنها عضو موجود أصلًا غير لما نسمع أو نعرف حد جاله التهاب فيها، واضطروا يعملوا تدخل جراحي ويستأصلوا له الزايدة.
الزائدة الدودية ليها فايدة
بعد سنين طويلة من اعتقادنا ده، قدرت مجموعة من الباحثين يثبتوا إن الزايدة مطلعتش ”زايدة“ في الجسم وخلاص، لكن ليها فوايد، الزايدة تُعتبر مخزن آمن للبكتريا الجيدة!. الجسم بيستخدم البكتريا الجيدة دي، عشان يقدر يعمل زي ”إعادة تشغيل“ للجهاز الهضمي، لما الشخص يُصاب بنوبة إسهال مثلًا أو كوليرا.
دايمًا كان الاعتقاد السائد بإن الجزء ده والموجود في بداية الأمعاء الغليظة ما هو إلا عضو مالوش وظيفة بل كل دوره إنه دليل على التطور، من عضو تاني كان مهم ومفيد وحصل فيه ضمور لزوال سبب وجوده. فالزايدة الدودية كانت في وقت سابق موجودة في البشر كعضو بيحتوي على إنزيمات تقدر تهضم سكر ”السليلوز“، الموجود في أوراق الشجر، واللي كان البشر في العصور الأولى ليهم على الأرض بيعتبروها المصدر الرئيسي في الغذاء.
شكل توضيحي للزايدة الدودية
الباحثين في المكز الطبي لجامعة ديوك بولاية نورث كارولينا قالوا إن بعد المعاناة من نوبات الكوليرا والدوسنتاريا الحادة، كان ممكن في خلال الفترة دي إن الجهاز الهضمي يتخلص من كتير من البكتريا المفيدة والضرورية اللي بيستخدمها في الهضم، وهنا بييجي دور الزايدة الدودية عشان تكون هي المخزن اللي بيحتفظ فيه الجهاز الهضمي بنُسخ من البكتريا دي.
وعلى الرغم من الفايدة العظيمة دي، لكنها أبدًا مش معناها إنك كشخص لو جالك إلتهاب في الزايدة، تقول للدكتور لأ والنبي خليها. طبقًا للكلام اللي قاله البروفيسور ”بيل باركر“ إنه وعلى الرغم من أهميتها، لكنها كمان لو فضلت في حالة التهاب ممكن تنفجر داخل الجسم، وبالتالي تبقى العواقب أسوء، ده غير إن الأشخاص اللي عملوا العملية دي، محصلتش معاهم مضاعفات أو معاناة نتيجة استئصالها.
”نيكولاس فارداكيز“، الأستاذ المشارك في قسم العلوم الطبية بالمعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن، قال إن النتيجة اللي توصل ليها فريق البحث منطقية جدًا، وأضاف إنها بالفعل مكان مناسب جدًا للبكتريا عشان تتخزن في مكان يبعدها عن التفاعلات وتأثير الإنزيمات وغيرها، لأن الزايدة مكان مسدود وصغير.
البكتريا المعوية الموجودة في الزايدة الدودية هي من نفس النوع الموجود في القناة الهضمية، وده معناه إنها مجرد مخزن بس، لكنها مش بتحتوي على أي بكتريا خاصة بيها. العلماء توصلوا للنتيجة دي من خلال دراستهم للزايدة الدودية في دب الكوالا، واللي على عكس البشر عندهم زايدة دودية طويلة جدًا، وده طبعًأ عشان نظامهم الغذائي اللي بيعتمد على تقريبًا على أوراق شجر الكينا.
”فارادكسيز“ قال إنه على الرغم من إن الزايدة الدودية في البشر وفي الكوالا ليها نفس الوظيفة المفروض، إلا إنها بالطبع وغالبًا مش هيحصل فيها نفس الضمور اللي حصل عندنا، وغالبًا الحالة اللي هتتقلص فيها الزايدة عند الكوالا، هي لو شجر الكينا مبقاش موجود، أو الكوالا نفسها اتنقلت تعيش في أماكن تانية مفيهاش نفس النوع من الأشجار، لكن كمان التقلُص ده هيحصل على مر أجيال كتيرة ومئات السنين من التطور.
المصادر: