
دراسة: الحمل يغيّر بنية مخ الأم لأكثر من عامين
كتب: أحمد حسين
أظهرت دراسة هي الأولى من نوعها أن الحمل يخلق تأثيرات طويلة الأمد في مخ الأم، فحص العلماء هذه التغيرات بالرنين المغناطيسي فأظهرت تغيرًا في حجم المادة الرمادية، التي يمكن أن تُساعد الأمهات على الاعتناء بأطفالهن الجُدد.
وجد الباحثون أن حجم المادة الرمادية تقلّص في أدمغة الأمهات اللاتي يلدن للمرة الأولى، وهذا قد يعني أن أدمغتهم تُعدّل نفسها لمساعدة الأمهات في تلبية احتياجات أطفالهن الرُضّع، وهذا الأثر يبقى لمدة عامين على الأقل. قالت عالمة النفس «إلسلين هاكوزيما»، والتي عملت على الدراسة في الجامعة المستقلة ببرشلونة في إسبانيا، أن هذه التغيرات قد تعكس آلية تقليم ذاتية يقوم بها المخ ذاتيًا، حيث يتم التخلص من نقاط الاشتباك العصبي الضعيفة، لتفسح المجال للشبكات الأكثر كفاءة أن تتشابك.
أجرى الباحثون في تلك الدراسة التي امتدت لأكثر من خمس سنوات 25 مسحًا لأدمغة أمهات يلدن للمرة الأولى قبل الحمل وبعده، إلى جانب تحليل 19 من أدمغة الشركاء الذكور لهؤلاء النساء. وأظهرت النتائج فروقًا واضحة بين أدمغة الأمهات اللاتي يلدن للمرة الأولى قبل الحمل والولادة وبعدهُما، في تباين واضح بين حجم المادة الرمادية في الفص الأمامي الوسطي والخلفي للقشرة الدماغية، بالإضافة للفص الجبهي والقشرة الزمنية.
وكما شرح الباحثون مُسبقًا، هذه المناطق من المخ تتشارك في المشاعر الاجتماعية مثل مشاعر التعاطف والقدرة على تفهّم الآخرين، وهذا ما يُشار إليه في بعض الأحيان بـ«نظرية العقل». وعلى الرغم من أن فقد المادة الرمادية يبدو شيء غير صحي، إلا أن الباحثين يرون أن هذا الفقد يمكن أن يكون طريقة المخ في تعديل نفسه للأفضل، وهذا ما وضحته دراسة أخرى أظهرت عدم تأثّر القدرات التفكيرية وقدرات الذاكرة أو أي وظائف معرفية أخرى لدى هؤلاء الأمهات.
صرّحت هاكوزيما لصحيفة نيويورك تايمز، بأنهم لا يريدون أن يُصدرون صورة سلبية عن العملية التي تحدث في المخ، فيفهم القُرّاء أنهم يقولون أن الحوامل يفقدون أدمغتهم وأمخاخهم، وهذا ما لا يحدث في تلك الحالة، بل على العكس يقوم المخ بتعديل نفسه للأفضل للتعامل مع الأطفال الرُضّع. وأرسلت عبر الجريدة رسالة للأمهات الجدد قائلة، أن فكرة الأمومة مُتعبة خصوصًا إذا كنتِ تختبرينها للمرة الأولى، لكن لا تخافي ولا تنزعجي، فمخك سيكون قادرًا على الرد على هذا التغيير، وسيجعلك قادرة على رعاية الرضيع الجديد فلا تقلقي واستمتعي بالأمومة.
المصادر: sciencealert nature