5 حيوانات لون دمهم مش أحمر.. عندك ألوان تانية؟
ترجمة: أحمد حسين
اللون الأحمر أحد أكثر الألوان استخدامًا في العالم. الأحمر في الإشارة يعني الوقوف، أغلب الدول استخدمت اللون الأحمر في العلم بتاعها، الأحمر معناه الحرب ومعناه العنف ومعناه الخطر، والأحمر كمان معناه الدم. نزول الدم وظهور اللون الأحمر على الجلد معناه إن الشخص ده في خطر ما، ولأن الطول الموجي للون الأحمر كبير بنقدر نشوفه بسرعة ومن مسافة بعيدة. بس تخيلوا بقى إن فيه بعض الحيوانات لون دمّها مش أحمر.
سر اللون الأحمر
أغلب الحيوانات والبشر لون دمّهم أحمر، أو على أقصى تقدير قرمزي (Crimson). ده بسبب الهيموجلوبين، البروتين اللي بيساعد الدم على توزيع الأكسجين. وإحنا صغيرين درسنا الكلام ده، إن الدم فيه 3 أنواع من الخلايا، الخلايا البيضاء أو كرات الدم البيضاء، ودي اللي بتحارب الفيروسات والبكتيريا. والصفائح الدموية اللي بتساعد الدم على التجلّط فتسد الجروح، والخلايا أو الكرات الحمراء اللي بتوزّع الأكسجين على الجسم.
على الجانب الآخر بقى، فيه بعض الزواحف دمها أخضر، وبعض السمك لون السائل اللي ماشي في الأوردة شفّاف، وبعض اللافقريات دمّهم أزرق. شيء عجيب جدًا إن الأحمر مش دايما لون الدم اللي موجود عند أغلب الأحياء والكائنات الحية، وهو ده اللي إحنا جايين نتكلم عنه النهاردة، فيلّا بينا.
دم مش أحمر
السقنقورة خضراء الدم – New Guinea’s Green-blooded Skinks
حيوان زاحف بيعيش في غينيا الجديدة. شبه التمساح بس أصغر حجمًا، وبرضه مش شبه الضفدعة لأنه أكبر حجمًا. وزي البشر، الزواحف عندها خلايا دم حمراء غنية بالهيموجلوبين، لكن الخلايا دي مابتفضلش للأبد. لما بنتصاب بجرح، فيه مُنتج اسمه البيلفيردين (Biliverdin) عبارة عن نفايات لونها أخضر بتظهر في الدم. أغلب الكائنات الفقارية (عندها عمود فقري) بتقدر تنقّي وتفلتر الدم وترمي النفايات دي، لأنها ممكن تضر الخلايا والأعصاب والحمض النووي (DNA).
أما الزواحف فعندهم كمية كبيرة جدًا من البيلفيردين في الأوعية الدموية ممكن تقتل إنسان بالغ. والكمية الكبيرة دي مُركّبة جدًا، للدرجة اللي بتخليها تطغى على الهيموجلوبين، فبتخلي لون دمّهم أخضر. وفيه دراسة اتعملت سنة 2018، عن 51 نوع مختلف من السقنقورات، واكتشف الباحثين إن النوع ده تحديدًا غير مرتبط بأي نوع آخر، وإنهم طوّروا موضوع الدم الأخضر ده لوحدهم بشكل مستقل، رغم إنهم جايين من أصل زواحف أخرى لون دمّهم أحمر. سبب التغيير ده غير معروف، بس هو أكيد مفيد بالنسبة ليهم في أمر ما، وإلا ماكانش حصل.
تمساح الجليد – Crocodile Icefish
اتسمّت بالاسم ده بسبب الأنف الطويلة المدببة، اللي تعتبر ملمح مميز جدًا في شكلها. بتعيش في مياه المحيط حوالين القارة القطبية الجنوبية (Antarctica)، ومتعودة تعيش في أجواء قاسية جدًا ممكن تتسبب في موت عدد كبير من الكائنات لو عاشوا فيها. يعني درجة حرارة الميّه اللي بتعيش فيها سمكة تمساح الجليد تقريبًا 1.9 درجة مئوية، ودي أقل من النقطة اللي بتتجمد فيها المياه العذبة.
في المياه العذبة الجليدية، كرات الدم الحمراء بتبقى عائق بالنسبة للكائنات اللي عايشين فيها، لأن كل ما نسبتهم زادت، كل ما زادت صعوبة انتشار الدم في جسم الكائن. علشان كده السمك اللي بيعيش في المياه المتلّجة دي بيكون في دمّهم نسبة كرات دم حمراء قليلة. الغريب جدًا بقى، إن سمكة تمساح الجليد دي مفيش في جسمها كرات دم حمراء ولا هيموجلوبين خالص.
ممكن دلوقتي تسألوا إزاي الأكسجين بينتقل في جسمها ومفيش هيموجلوبين. سؤال وجيه طبعًا وإجابته إن المياه اللي حرارتها منخفضة بيكون فيها نسبة أكسجين أكبر من غيرها، وسمكة تمساح الجليد بتقدر تمتص الأكسجين ده وتوزعه على الجسم. لذلك دمّهم مالوش لون، شفّاف، وده اللي اتفاجئ بيه مكتشف الأسماك دي عالم الأحياء “ديتليف روستاد”، سنة 1928.
الأخطبوط – Octopus
طيب، إحنا اتفقنا إن الهيموجلوبين مهم جدًا للفقّاريات علشان ينقل الأكسجين مع الدم للجسم كله. بس بالنسبة للافقاريات الأمر مختلف، بيستخدموا بروتين مختلف اسمه “هيموسيانين- Hemocyanin”. الفرق الأساسي بين الاتنين إن الهيموجلوبين فيه ذرّات حديد، أما الهيموسيانين ففيه ذرّات نحاس، والنحاس لما بيتأكسد (بيختلط بالأكسجين) لونه بيتحول للأزرق مش الأحمر.
اللافقاريات منهم مثلًا القشريات (زي الجمبري)، وكمان العناكب والعقارب، والحيوان ثُماني الأذرع زي الأخطبوط. الأخطبوط بالأساس كائن عجيب جدًا في كل حاجة، من أول دراعاته الكتير والصمامات اللاصقة اللي موجودة عليها، لحد فكرة إن دمّه لونه أزرق، وعند 3 قلوب كلهم مسؤولين عن توزيع الدم الأزرق ده في جسمه كله.
وده مفيد أكتر ليهم في قاع المحيط اللي بتكون نسبة الأكسجين فيه قليلة. وكمان الهيموسيانين بيقدر يعادل نسبة الملح في دم الأخطبوط مع نسبة الدم اللي في الميّه علشان يعرف يعيش. طبعًا ده كله له عيوب للأسف، وهو إن الأخطبوط مابيقدش يتكيّف مع التقلبات في حموضة المياه، وأي تغيُّر ولو بسيط في الحموضة بيأثّر بشكل سيء على نسبة الأكسجين في دم الأخطبوط، وده شيء مميت بالنسبة له للأسف.
سرطان حدوة الحصان – Horseshoe Crab
رغم اسمهم اللي بيربطهم بسرطانات البحر والكابوريا، إلا إنهم أقرب للعناكب، وبما إنهم أقرب للعناكب يبقى إيه؟ يبقى دمهم لونه أزرق علشان الهيموسيانين. بس دمّهم ده مش عادي، الغريب إنه مفيهوش كرات دم بيضاء، ده طبيعي يخليهم عُرضة للفيروسات والبكتيريا صح؟ غلط. أولًا جسمهم متغطي بدرع قوي يحميهم حتى من الكائنات الدقيقة.
ده غير إن عندهم خلايا متحركة اسمها “Amebocyte”. الخلايا دي لما بتكتشف وجود دخيل بكتيري، بتفرز جل سريع التجلّط بيغطّي البكتيريا دي، وبتمنعها من الانتشار. ده بالنسبة للمجتمع الطبي معجزة من السماء. حاليًا شغّالين عليه الأطباء والباحثين في أمريكا علشان يشوفوا إمكانية صنع الأدوية منه، لو حصل ممكن تتعمل أدوية تعالج أمراض عصية على العلاج لحد دلوقتي.
عضديات الأرجل – Brachiopods
كائنات بحرية بتعيش جوة قوقعة صلبة. وهي كائنات عجيبة جدًا، لا بتعتمد على الهيموجلوبين، ولا حتى الهيموسيانين، بل بتعتمد على الهيميرثرين، وده بروتين قليل الوحدات بيستخدم برضه في نقل الأكسجين في الدم في بعض اللافقاريات البحرية، زي عضديات الأرجل دي. الهيميرثرين بيخلّي لو الدم لو مش مُأكسد إما أصفر خفيف أو مالوش لون، أما لما بيتأكسد فبيتحول للبنفسجي المائل للوردي.
موضوع الدم البنفسجي المائل للوردي ده موجود برضه في بعض الديدان البحرية، زي مثلًا ديدان الفول السوداني، والاسم ده سببه شكلهم اللي شبه الفول السوداني. الديدان دي بتعيش في الرمال والطين والشقوق والأصداف، ويعني بس كده.. لون دمّهم غريب.
مترجم عن موقع How Stuff Works