.
ليه وإزاي؟

عن ”مزيل العرق“: عباس متأخر على الجامعة وواخدها جري!

كتب: أحمد حسين

تقريبًا إعلان عباس متأخر على الجامعة ده كان أشهر إعلانات الألفينات، اللي بيحكي عن عباس الشاب الجامعي اللي المفروض إنه بينزل من بيته جري على الجامعة، من غير ما يستحمى ولا يستعمل كريم أو مزيل عرق، فبيوصل الجامعة عرقان وبيقلع الجاكيت فكل اللي حواليه يقعوا من قوة الريحة، فالدكتور ينصحه يعني إنه يستعمل فيبكس علشان يمنع ريحة العرق!

من قبل الألفينات أصلًا، وفي نقاش دائر حول مدى أمان مزيلات العرق بشكل عام، سواء الكرة الدوّارة الرول أون أو الـSpray. بعض الناس قالوا إنها بتجيب سرطان الثدي، وبعضهم قالوا إنها بتجيب زهايمر، والبعض الأخر قال إنها بتسد المسام وبتمنع خروج العرق من الجسم، وده بيسبب تسمم!

يعني باختصار، لو ماستمعلتهاش ريحتك هتبقى وحشة، ولو استعملتها هيجي لك سرطان ثدي وزهايمر ومسامك هتتسد، بايظة من الناحيتين يعني، طب إيه؟!

الحقيقة إنها مش بايظة من كل ناحية ولا حاجة. خلونا ناخدها واحدة واحدة، بالنسبة لموضوع السرطان، ”تيد إس. جانسلير“، مدير المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، أعلن إنه لحد دلوقتي مفيش أي دراسة تثبت وجود رابط بين استخدام مزيل العرق وبين سرطان الثدي. وفي آخر دراسة تمت على الموضوع ده، حاول الباحثون إنهم يقارنوا الناجيات من سرطان الثدي بنساء أصحاء، فوجدوا إنه مفيش أي دليل على إن مزيلات العرق ليها علاقة بالإصابة بسرطان الثدي.

أما موضوع الزهايمر، فده موضوع قديم. تقريبًا من أول ما ظهر الزهايمر في الستينات، وهما بيحاولوا يلبسوه في أي حاجة. أكتر من دراسة قالت إنه الدرجات العالية من الألومنيوم بيسبب الزهايمر، وبما إن الألومنيوم من ضمن المكونات الأساسية في بعض أنواع مزيلات العرق، فبالتأكيد يعني بالسينس كده، هيبقى مزيل العرق بيسبب الزهايمر!

لكن الأبحاث والدراسات أثبتت إنه مفيش أي رابط بين الألومنيوم وبين الزهايمر، على الرغم من وجود نسبة من الألومنيوم في جسم المصابين بالزهايمر، وده حسب ما قالت ”د. هيذر م. سنايدر“ المدير المساعد للعلاقات الطبية والعلمية بجمعية الزهايمر بالولايات المتحدة الأمريكية.

”د. ديفيد باريسير“، أستاذ الأمراض الجلدية بكلية إيسترن فيرجينيا الطبية، قال إن ملح الألومنيوم مش بيتم امتصاصه داخل الجسم عند استعمال مزيل العرق، لكن مشكلة الألومنيوم الحقيقية بقى، في إنه بيتفاعل كيميائيًا مع المياه اللي موجودة في المسام على شكل عرق، فبيترسب في القناة العرقية، وده بينتج عنه انسداد في المناطق اللي بيتم تطبيقه عليها.

لكن ده مابيحصلش إلا في حالات قليلة جدًا، بيكون عندهم قابلية لانسداد المسام. وممكن يحصل في حالة أخرى، تكون فيها نسبة الألومنيوم عالية جدًا، ساعتها ممكن تؤدي لنفس النتيجة. بس هي عمومًا حاجة بتحصل لنسبة قليلة من البشر.

حاجة كمان ممكن تكون خطر فعلًا، وهي استعمال المصابين بمرض في الكلى لمزيل العرق (اللي قدرة الكلى على العمل عندهم بتكون أقل من 30%) . وجود الخطر بيرجع لأن الكلى مش بتكون ساعتها قادرة تزيل الألومنيوم بشكل سريع من الجسم، لذلك ألزمت إدارة الغذاء والدواء جميع شركات مزيل العرق بوضع تحذير بيقول إن مرضى الكلى الأفضل ليهم يستشيروا الطبيب قبل استعمال مزيل العرق.

ممكن نقول باختصار، إن مفيش أي دليل علمي أثبت إن مزيل العرق كان سبب في سرطان الثدي أو الزهايمر، لكنه ممكن يكون خطر لما يحتوي على نسبة عالية من الألومنيوم، لأنه بيتسبب في انسداد مسام العرق عند عدد قليل من البشر. ده غير إنها برضه ممكن تسبب مشاكل لمرضى الكلى اللي الكلى عندهم بتشتغل بقدرة أقل من 30%، فلو إنت براءة من كل ده، استعمله.. هيفيدك ويفيد اللي حواليك صدقني!


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى