.
ليه وإزاي؟

لو اختفى القمر الليلة بألف ليلة وليلة فعلًا .. ولكن!

كتب: أحمد حسين

في فترة من فترات حياتي، تحوّل القمر لصديقٍ، يسير معي أينما ذهبت، تمامًا كالقصة التي كتبها ورسمها وليد طاهر. فكرت منذ وقتٍ بعيد، في سؤال ماذا لو اختفى القمر من الوجود؟!

لولا القمر سيكون الليل ظلامًا دامس بشكل يجعلنا لا نرى أي شيء حولنا، ولأن أقرب الأجسام/الكواكب المضيئة لنا هو كوكب الزهرة، ولأن القمر أكثر توهجًا من كوكب الزهرة بـ2000 مرة، فنحن لن نستطيع رؤية أي شيء فعلًا! علينا أن نحب القمر لأبسط الأسباب وأكثرها تعقيدًا في نفس الوقت.

لكن، الأسباب التالية، ستكون أقوى وأكثر خطورة من مجرد عدم الرؤية:

  1. ستصبح عدد ساعات اليوم من 6 إلى 12 ساعة فقط، بمعنى أن الـ 365 يوم، سيتضاعف عددهم، فتصبح عدد أيام السنة أكثر من 1000 يوم. السبب في ذلك، أن سرعة دوارن الأرض حول محورها ثابتة نتيجة لقوة جاذبية القمر، لكن بدون القمر، ستزيد سرعة دوران الأرض حول محورها، مما سيجعلنا نعيش أيامًا أكثر، بعدد ساعات أقصر.
  2. ستنخفض مستويات البحار والأنهار والمحيطات بنسبة 33% تقريبًا. والسبب في ذلك أن القمر مسئول بشكلٍ واضح عن حركة المد والجذر، فعندما يختفى القمر، تختفى حركات المد والجذر، مما يقلل من (يخفِّض) منسوب المياه على الأرض.
  3. بالطبع، لن يكون هناك ظواهر طبيعية مثل خسوف القمر وكسوف الشمس، فالمشارك الأساسي في هذه الظواهر، سيكون قد اختفى، كما يختفى لاعبًا أساسيًا من الفريق الذي تشجّعه، فتنهار كل اللحظات المفاجئة والسعيدة التي يمكنه أن يتسبب بها.. خسارة.
  4. ستتغيّر الزاوية التي تفصل بيننا وبين المحور الفاصل للأرض (خط قائم يقطع الأرض رأسيًا بزاوية 90 درجة)، بمعنى أن الزاوية الفاصلة بيننا وبين المحور الذي يقطع الأرض رأسيًا هي 23 درجة، لكن عدم وجود القمر، سيؤدي إلى سياقين مختلفين، السياق الأول هو ثبات الأرض متعامدة على المحور، وهذا السياق سيعني أن تختفى المواسم المناخية تمامًا. أما السياق الثاني، فهو أن تميل الأرض بدرجة أكبر من 23، فيصبح التغير المناخي بين المواسم شديد التطرّف، إما سيكون بردًا قارسًا، أو سيكون الجحيم على الأرض بالفعل.

في النهاية، بعيدًا عن كون القمر صديق طفولة، إلا أنه من الناحية العلمية، يرى العلماء أنه بدون القمر، لن يحدث أي تطور على الأرض، وسيصبح مثل باقي الكواكب، بلا حياة تقريبًا، وحتى إن تحققت أمنية الست أم كلثوم في ليلة حب بألف ليلة وليلة فعلًا، ستكون ليلة مغلفة بالسواد التام مع الأسف!


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى