حشرة دي ولا غصن شجرة
كتب: أحمد حسين
تسير في أحد الشوارع، بنفس رائقة للسير الحر، تشاهد وتتأمل كل شيء من حولك، ترى غصن شجرة مُلقى على الأرض، تحاول أن تلتقطه لتلقيه على جانب الطريق. تخيل أنك عندما تمسك به، يبدأ بالتحرك!
ليس من المعتاد رؤية حشرات بطول 60 سنتيمتر، لكن في أستراليا تم اكتشاف حشرة تسمى ”الفصيمة الأسترالية – Australian phasmid“ في يناير 2014، عندما وجدوا 12 بيضة من هذه الفصيلة، لتصبح أصول فصيلة من فصائل الفصيمة. سميت هذه الفصيلة بـ”ليدي جاجا“ للاختصار. المشكلة، أننا لا نعرف شيئًا عن هذه الفصيلة، غير الطول، وكون الأنثي من هذا النوع صعبة المنال.
تعيش هذه الفصيلة الآن في أحد معارض متحف ملبورن، للحفاظ على البيض، ليتمكن المسئولون من بداية مستعمرة جديدة، وتأمين هذه الأنواع في الأسر. كل ما أراده المسئولون عن هذه الفصيلة أن يكون البيض الموجود مخصبًا، حتى يتمكنوا من خلق جيلًا جديدًا من هذه الفصيلة.
لم يكن المسئولون على علم إن كان هذا البيض مخصبًا أم لا. لذلك، كانت المفاجئة السعيدة، عندما فقست أول بيضة، في السابع من سبتمبر عام 2014. تم تقديم الكافور الطازج للصغير الخارج للتو من البيضة ولم يرفضه. لكن للأسف، لم يتمكن هذا الصغير من مواصلة الحياة، فلم يستطع أن يصل حتى إلى مرحلة البلوغ.
بعد ذلك بثلاثة أيام، فقست البيضة الثانية والثالثة. وفي الثاني من أكتوبر، من نفس العام، فقست سبعة بيضات أخريات، لكن الخمس بيضات المتبقيات لم يكونوا مخصبين. تم وضع الصغار في قفص شبكي، تم وضع هذا القفص في مكان يحمل ميلامين الزواحف، ومع درجة حرارة يمكن التحكم بها عن طريق الثيرموستات، حتى يتم توفير بيئة مناسبة للفصيلة.
بعد فترة، استطاع المسئولون أن يفرقوا بين الذكر والأنثى من هذه الأنواع، ورجّح المسئولون أيضًا أن هذه الفصيلة لا تتوالد بالتوالد البكري (بمعنى أن الانثى تلد بمفردها دون الحاجة إلى ذكر)، فالجنسين يحتاجان للتواصل حتى تتم عملية التلقيح/التوالد.
ونظرًا لدرجة الحرارة المنخفضة المحيطة بهم، تأخرت الفصيلة في التطوّر، وأخذت وقتًا طويلًا جدًا. كان أول من وصل إلى مرحلة البلوغ من الذكور، ووصل إليها في السادس من أكتوبر عام 2015، بمعنى أنه إحتاج إلى سنة كاملة حتى وصل إلى مرحلة البلوغ. بعد حوالي أربعة أسابيع، لحقت به باقي الفصيلة.
تخطت جميع الإناث، في هذه الفصيلة، الحشرة الأولى التي سُميت ”ليدي جاجا“، فوصلت أطوالهم إلى حوالي 56.5 سنتيمتر. لكن المسئولون يأملون في الحصول على صغارًا جدد _بعد قيام هذه المجموعة بالتوالد فيما بينها_، يمكنهم بمساعدة أحوال الجو المناسبة، أن يتخطى طولهم الـ 61 سنتيمتر، وبذلك، تحقق هذه الفصيلة لقب (أطول حشرة في العالم).
جدير بالذِكر، أنه في الوقت الحالي، لم يتبقى إلا انثتان وذكرًا واحدًا، ويتم عرضهم بشكلٍ دائم على الجمهور في المتحف.
المصدر