وكالة ناسا على وشك اكتشاف كويكب ضخم الشهر المقبل
كتبت: مها طـه
ستقوم وكالة ناسا بإطلاق مركبة فضائية الشهر المقبل في بعثة مهمة لمسح كويكب ”بينو“ وجلب معلومات حول النظام الشمسي المُبكر والمواد العضوية المُحتملة وعناصر بناء الحياة، وعلى خلاف ما هو معروف عن الكويكبات فإنه لن يصطدم بالأرض ويدمرها، كما ان ناسا لن ترسل مسبار لمحاولة إيقافه أو منعه من الاصطدام.
في الواقع وعلى الرغم من انتشار عناوين متعددة تدعي أن هذا الكويكب من المحتمل أن يصل إلى الأرض، إلا أنه وفقًا لمقياس تورينو، وهو مقياس تستخدمه وكالة ناسا لتحديد مقدار التهديد المحتمل للكويكب.
صرّح ”جلين ناج“ من محطة التتبع التابعة لناسا في كانبيرا بأستراليا في مقابلة مع ABC، أنه على مقياس تورينو درجة تهديد الكويكب بينو صفر، وبالتالي فإن فرصة أن يصطدم بالأرض منخفضة جدًا جدًا. أما عن سبب فزع وسائل الإعلام من ”بينو“ فهو إن الباحثين قد أعلنوا سابقًا أنه من المُحتمل أن يضرب الأرض في وقتِ ما في القرن الـ22، ولكنهم أيضًا قالوا أن فرصة اصطدامه تُمثل 1 في 2700 فرصة.
قال ”ناجل“ أنه حتى ولو كنا كبشر غير محظوظين واصطدم ”بينو“ بالأرض، فإنه بالطبع سيتسبب في دمار على نطاق واسع، لكنه لن يكون سبب في فناء البشرية بالطبع، مشيرًا إلى أن حجم الكويكب يبلغ حوالي نصف كيلومتر، في حين أن الكويكب أو النيزك الذى أدى لفناء الديناصورات مثلًا كان يبلغ حوالي 10 كيلومتر.
وعلى الرغم من الفهم الجيد جدًا لجوانب عديدة من فكرة تطور الحياة على الأرض، إلا أننا لا نزال غير متأكدين بنسبة 100% من كيفية تواجد المركبات العضوية التي خلقت الظروف الملائمة للحياة الأولية على الأرض. حاليًا أحد أشهر الفرضيات التي تُفسر هذا، تقول أن الكويكبات تصادمت مع الأرض وتقاسمت المركبات العضوية معها، مؤديةً لاستمرار الحياة، وهذا ما ستبحث وكالة ناسا عن أدلة عليه.
مركبة ”OSIRIS-Rex“ التي سترسلها وكالة ناسا مع الصاروخ أطلس الخامس 411 مطلع سبتمبر القادم، في رحلة لمسح ”بينو“ تستمر لمدة ست سنوات. تسائل ”دانتي لوريتا“، الباحث الرئيسي لبعثة أوزريس ركس في بيان صحفي، هل هذه الجُسيمات هي التي تمد الأرض بالمواد العضوية والماء في شكل معادن مائية كالطين، مما أدى لخلق بيئة على سطح الأرض صالحة للحياة.
أوزريس ركس سيغادر الأرض في 8 سبتمبر وسوف تدور حول الشمس لمدة عام تقريبًا قبل أن تشفق طريقها إلى بينو مسترشدةً بمجال جذب الأرض، وسوف تكون مركبة صغيرة نسبيًا، وستجمع نحو 2 كيلوجرام من العينات، ويتوقع هبوطها عام 2023.
المصادر: