.
النشرة

وفاة آخر ماموث أمريكي من العطش في جزيرة آلاسكا

كتبت: مها طـه

بعد فترة طويلة من انقراض أنواع الماموث الصوفي، والتي كانت تعيش على جزيرة آلاسكا، تم تبين سبب وفاتها حيث ماتت من العطش كنتيجة لارتفاع درجة الحرارة ما أدى لجفاف البحيرات.

مع نهاية العصر الجليدي كانت الماموث في أزمة بسب انتشار صائدي الحيوانات من البشر في أماكن معيشة الماموث في نصف الكرة الأرضية الشمالي. انقرضت معظم الماموث التي تعيش في قارتي آسيا وأمريكا الشمالية من حوالي 13 ألف سنة، وذلك بسبب تغيُر المناخ أو الصيد الجائر أو الاثنين معًا.

مكث عدد قليل من القطعان الضخمة من الماموث في القطب الشمالي بعيدًا عن البشر لعدة آلاف من السنين، أحد هذه القطعان تراجع إلى الجسر البري بين سيبريا وأمريكا الشمالية، عندما ارتفع منسوب المياه في المحيط، انحسر قطيع الماموث على جزيرة آلاسكا في منطقة تسمى حاليًا باسم القديش بولس.

ما حدث لهذا القطيع ظل لغزًا حتى كشف عنه ”راسل جراهام“ وزملاؤه من جامعة ولاية بنسلفانيا، عن كلٍ من وقت وسبب انقراض الماموث منذ 5600 سنة بسبب نفاذ المياه، وقال ”جراهام“ أن هذا التأريخ يُعد واحدًا من أفضل مؤرخات ما قبل التاريخ عن انقراض كائن ما.

توصل فريق البحث إلى تاريخ محدد باستخدام ثلاث أنواع من الدلائل، باستخدام الكربون المشع في عظام الماموث، وجمع الحمض النووي للماموث من لُب الراوسب في قاع البحيرة ومعرفة عُمر طبقات الرواسب، وأخيرًا الروث الخاص بهم حيث توجد أنواع معينة من الفطريات التي تنمو فقط على روث الثدييات الضخمة، ولذلك عندما اختفى الماموث _الثدييات الضخمة الوحيدة على الجزيرة_، اختفت أيضًا الجراثيم المسئولة عن تكاثر الفطريات.

قال ”أدريان ليستر“ من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، أن وجود هذه الأدلة الثلاثة تؤكد انقراض الماموث قبل 5600 سنة. لمعرفة سبب الانقراض، عاد الفريق إلى الأدلة المدفونة في رواسب البحيرات، والتي أكدت أنه في وقت حدوث الانقراض تحولت العوالق التي تعيش في البحيرات من الأنواع التي تعيش في المياه العميقة لتلك التي تعيش في المياه الضحلة، وهذا يُشير إلى تبخُر المياه العذبة بشكل مطرد.

كما كانت هناك زيادة في العوالق التي يمكنها تحمُل الماء العكِر، مما يدل على أن الماموث أنفسهم كانوا يجعلون الوضع أسوء من خلال تناول جميع النباتات حول البحيرة والتسبُب في تآكل الشواطئ.

تحتاج الماموث _كالأفيال تمامًا_ إلى العديد من لترات الماء يوميًا من أجل البقاء، ولذلك فإن نقص المياه كفيل بالقضاء عليهم في وقتٍ قصير. قال ”لوف دالين“، من المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي في ستوكهولم، أن آخر قطعان الماموث تواجدت على الجزيرة القطبية منذ ما يقرب من 4000 سنة مضت، ولكن مازال حتى الآن من غير الواضح ما إذا كان المناخ أم البشر من أجهز عليهم، وأعرب دالين عن أمله في أن يتم الإجابة على هذه التساؤلات في الدراسات المستقبلية.

قال ”جراهام“ أن ما حدث مع قطيع الماموث في آلاسكا يمكنه أن ينبئ بما سيجلبه علينا تغيُر المناخ في العصر الحديث، حيث ارتفاع مستوى سطح البحر يُشكل خطرًا على الجزر وأشباه الجزر المنخفضة. لذلك قد يكون هناك تأثير فوري لارتفاع درجات الحرارة على إمدادات المياه الصالحة للشُرب. فبينما نخشى ارتفاع منسوب مياه البحر، ستنخفض في المقابل كميات المياه العذبة.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى