.
النشرة

مركب جديد يقضي على ربع خلايا السرطان

كتبت: مها طـه

طوّر مجموعة من العلماء مركب جديد فعّال في تثبيط نمو أنواع متعددة من نماذج السرطان في المختبر، مما أدى لتباطؤ حوالي ربع أنواع السرطان المعروفة كلها. هذا المركب المعروف باسم ”S63845“ والذي يعمل على إيقاف بروتين MCL1 الذي تعتمد عليه الكثير من الخلايا السرطانية للنمو، والذي بدون الوصول إليه تموت الخلايا السرطانية.

يمكن لهذا الاكتشاف أن يساعد الباحثين على محاربة سرطانات الدم، مثل سرطان الدم الحاد النخاعي وسرطان الغدد الليمفاوية والورم النخاعي المتعدد، بالإضافة للأورام الصلبة بما فيها سرطان الجلد وسرطان الرئة والثدي، كما يُمكن أن يُساعد في التوصل إلى علاجات جديدة.

خلايا السرطانصورة لبعض الخلايا السرطانية

قال ”جولام ليسيني“، أحد أعضاء فريق البحث، أن بروتين MCL1 يُعتبر مهمًا للكثير من أنواع السرطان، حيث أنه من البروتينات المُحفزة لبقاء ونمو الخلايا السرطانية، فهو الذي يساعد الخلايا السرطانية للتهرب من عملية الموت المُبرمج للخلايا والتي تحدُث طبيعيًا حيث تُزيل الخلايا السرطانية من الجسم.

تُمثل الخلايا السرطانية تحديًا صعبًا للجهاز المناعي في الجسم، حيث أنه لا يستطيع قتلها نظرًا لأنها تتطور بسرعة وتنتشر أسرع من قدرة الجهاز المناعي في الجسم على مجاراتها، كمان أن لها القدرة على تفادي الموت المُبرمج للخلايا.

يمكن نسف هذه الخلايا عن طريق العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، حيث أنها تُعتبر وسائل فعّالة لمكافحة الخلايا السرطانية، ولكن هذه التقنيات عادةً ما تأخذ في طريقها الخلايا السليمة أيضًا، مما يتسبب في آثار جانبية مُتعبة.

ما يجعل مُركَب S63845 واعدًا للغاية، هو أنه بالإضافة إلى قدرته على الحد من بقاء الخلايا السرطانية، فهو يُمكن أن يُمنح للمرضى بجرعات لا تُضر الخلايا الطبيعية السليمة. يُعتبر هذا المركب هو أحدث تطور في فئة جديدة من العقاقير المضادة للسرطان والمُسماه بـBH3 mimetics، والتي تستهدف عائلة من البروتينات التي تعتمد عليها الخلايا السرطانية لتجنب ومقاومة الموت المُبرمج للخلايا.

تعمل هذه الفئة من العقاقير على تثبيط مجموعة من البروتينات معروفة باسم ”البروتينات المُحفزة للبقاء BCL-2“. بروتين MCL1 يُعتبر أحد أعضاء هذه العائلة من البروتينات، وتثبيطه يُعد بمثابة تنشيط لعملية الموت المُبرمج للخلايا.

الجدير بالذِكر هو أن هذا البحث لا يزال في مرحلة ما قبل التجارب السريرية، ولذلك يحتاج الباحثون إلى المزيد من التجارب على المُركب قبل تحويله إلى عقار يُمكن إعطاءه بأمان للمرضى ، ومع ذلك فإن العلامات المُبكرة والنتائج الأولية تُعتبر مُشجعة للغاية.

في الواقع، يمكن استخدام نفس هذا المُركب لوقف المزيد من أنواع السرطان في المستقبل، حيث يُعتبر هذا الاكتشاف بمثابة أمل جديد للمرضى، حيث أنه يستطيع أن يضرب السرطان في جوهره عن طريق الحد من دفاعاته ضد الجسم ومحفزات بقاءه.

المصادر:

youtube  nature  wehi  ncbi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى