.
ليه وإزاي؟

ممكن كمان الإنسان يا أستاذ آدم يبقى له ديل!

كتب: أحمد حسين

في مشهد من مسرحية الهمجي، محمد صبحي بشخصية الأستاذ آدم بيقف يشرح للطلبة/الجمهور إن الفتنة أشد من القتل، بيدخل عليه مفتّش الوزارة وبيدور بينهم حوار. بعد شوية حد من الطلبة _المفروض يعني_ بيعلّق للأستاذ آدم ديل/ذيل، وفي نفس الوقت بيكون بيسأل الطلبة سؤال إيه الفرق بين الإنسان والحيوان، والمفروض برضه إن حد رد عليه وقال له الديل، وبعدها المفتش بيقول له _لما بيلاحظ الديل_: ”لا يا أستاذ آدم، ممكن كمان الإنسان يبقى له ديل“. هل البشر فعلًا ممكن يبقى لهم ديل؟

إنت عايز الديل ده  في حاجة لامؤاخذه؟

خلينا في الأول نقول الديل ده موجود ليه من الأساس؟ الديل ده موجودة في معظم الحيوانات لأسباب مختلفة. مثلًا، الحيوانات اللي بتمشي على أربعة أرجل، الديل ده بيبقى مسئول عن الاتّزان في أجسامهم. وموجود في السمك والطيور علشان التوجيه والحركة.

وكل حيوان على حسب بقى، النسانيس مثلًا وبعض الزواحف بيستخدموه زي الإيدين كده، بيمسكوا بيه الشجر والفرائس. والأحصنة بيستخدموه في طرد الحشرات من على أجسامهم، أما التماسيح فبيستخدموه في تخزين الدهون زي ما الجمل بيخزّن بقايا الدهون في السنم كده.

ديل

السؤال هنا بقى، لما طرف مهم زي ده موجود عند الحيوانات، ليه مش موجود عند البني آدمين يعني؟     مبدئيًا: إحنا كائنات بتمشي على رجلين وده معناه إن مركز الجاذبية بتاعنا بيعدي من منتصف عمودنا الفقري بشكل رأسي، باختصار يعني ده معناه إننا مش محتاجين للديل في أي حاجة ليها علاقة بالإتزان.

وبالطبع إحنا مش محتاجينه لا علشان نتحرك بين الشجر، أو علشان نطرد بيه الحشرات، أو حتى علشان نخزّن الدهون، إحنا بنخزنها بمعرفتنا من غير ديل. يعني الديل هيكون عبء على الجسم وهيستهلك طاقة على الفاضي وهو مابيعملش حاجة، وإحنا طاقتنا على قدنا يعني، هو إحنا ناقصين؟

ديل ومُلوّن كمان؟

طيب تعالى نسأل سؤال جد شوية ومُحرج شوية، نسأل بجد بقى، بجد! هو إحنا زمان كان عندنا ديل؟ يعني زي ما المفتش قال للأستاذ آدم كده؟ ممكن الإنسان يكون عنده ديل فعلًا؟ الحقيقة المفتش عنده حق، بس ده بيحصل في حالات نادرة جدًا جدًا. بحسب التطوّر والعلماء التطوّريين البشر كلهم كان عندهم ذيول، ولما تطوّروا وأصبح الإنسان منتصبًا، مابقاش محتاج للديل في حاجة، فتخلّص منه، بس تبقى شيء من أثره.

البشر كلهم بيطلع لهم ديل وهما صغيرين، إزاي الكلام ده؟ الكلام ده بيحصل لما بيكون عمر الجنين مابين أربع وخمس أسابيع، في الوقت ده الجنين بيكون مكوّن العمود الفقري واللي في أخره بيكون فيه عضمة اسمها العصعص (Coccyx).

العضمة دي هي عضمة الذيل وبتتكوّن من أربع فقرات، بيكون مُلحق بيها جزء عضلي كده اللي هو الديل، وبعد ما الجنين يبدأ يتكوّن له جسم، الجزء ده بيصبح جزء من الجسم، والديل العضلي ده كرات الدم البيضاء بتهاجمه على إنه جسم غريب فبتحلله.

ديل

ديل

ساعات بقى يحصل خلل في العملية دي، وكرات الدم البيضاء ماتهاجمش الديل، ويفضل زي ما هو في مكانه، فالطفل يتولد بنتوء عضلي كده طوله لا يتعدى الـ 12 سنتيمتر تقريبًا، وبيُطلق عليها اسم ”الذيل الأثري – Vestigial Tail“.

طيب هو ليه مفيش أي إنسان عايش بالديل ده؟ لأنه ببساطة بيُستأصل بعملية جراحية سريعة لما الطفل بيتولد ومابيكملش معاه. وفي الأساس يعني، الحالة دي نادرة لدرجة إنها حصلت أقل من 30 مرة بس من القرن التاسع عشر لحد دلوقتي.

في الأساس، رحلة الأجنة داخل الرحم لوحدها شيء مُبهر، وبنقدر نتعرف من خلالها على أشكال التطوّر. يعني في الأول خالص بيكون الجنين أشبه بالسمكة وبيتنفس من حاجات شبه الخياشيم، وبعدها بيبدأ يبقى شبه القرود شوية في كل شيء، وبعدها بقى بيتطوّر علشان يبقى إنسان ويخرج للحياة. الرحلة دي ممكن نتناولها بس في مقال تاني علشان دي محتاجة كلام كتير.

ديل

في النهاية وباختصار خلينا نلخص الموضوع كده في كام نقطة. يعني هل الديل مفيد؟ أيوه للحيوانات والطيور والسمك لأنهم بيحتاجوه، أما البشر فمش هيحتاجوه في حاجة وهيسحب طاقة على الفاضي. هل البشر كان عندهم ديل؟ أيوه في وقت ما كانوا محتاجينه ولما اتطوّروا ومابقوش محتاجينه اختفى.

هل في بشر بيتولدوا بديل؟ أيوه، لأننا عندنا عضمة العُصعُص ودي بيتكوّن عليها الديل، بس بعد فترة بيتحلل لأنه مش ضروري، بعض البشر بيحصل عندهم خلل فالديل ده بيفضل موجود، لكنه بيُستأصل بعملية جراحية بسيطة، والموضوع نادر جدًا جدًا لدرجة إنه حصل أقل من 30 مرة فقط من القرن التاسع عشر لحد دلوقتي.


المصادر:  sciencefocus  wonderopol– HowStuffWorks

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى