حضرتك ليه بتتاوب؟
كتب: أحمد حسين
هناك دائمًا شيءٌ مشترك، بين الجلوس في محاضرة أو درس ممل والنوم، فعل لاإرادي يحدث هكذا، ومن الأخر كلنا علينا صور لدى أصدقائنا تم التقاطها خلسة، في غدر وخيانة منهم لكل مواثيق الصداقة. دائمًا ما تبدأ النعاس لدينا بأننا نتثاءب، لماذا نتثاءب عندما نشعر بالنوم أو الملل؟ لماذا نتثاءب أصلًا؟
الغريب في الأمر أن الحيوانات والطيور تفعلانها كذلك، جمعينا نتثاءب، حتى الجنين في بطن أمه يتثاءب. السبب الأكثر شيوعًا للتثاؤب هو لكونه الطريقة الوحيدة التي يمكن للمخ إخبارك بواسطتها أن تأخذ نفسًا عميقًا للتخلص من ثاني أكسيد الكربون، واستنشاق بعض الأكسجين. المشكلة في هذا التفسير أنه لا يوجد ما يؤكد أن التثاؤب يؤثر على مستوى الأكسجين.
في المقابل، أكدت الدراسات التي أجريت بخصوص هذا الأمر أن التثاؤب هو مكيف الهواء بالنسبة للمخ، بمعنى، أنه عند التثاؤب تسحب كميات كبيرة من الهواء لإيصال الدم البارد إلى المخ كي يُهدئ من المادة الرمادية المجهدة والساخنة (المادة الرمادية أو الـGrey matter، أحد عناصر الجهاز العصبي الرئيسية). يعود سبب ارتفاح درجة حرارة المخ لهذه الدرجة إلى احتياجه لـ40% من طاقة ”التمثيل الغذائي –Metabolic energy“.
السبب أيضًا في التثاؤب عند النوم هو أن حرارة الجسد والمخ تصل لأعلى درجاتها قبل النوم، لذلك تبدأ في التثاؤب لمدة، إلى أن تنخفض حرارة المخ مرةً أخرى، أو _في الأغلب_ تنام.
لكن كيف تحدث عملية التثاؤب بالتحديد؟ تحدث على محورين، المحور الأول فتح الفكين، لأن فتح الفكين بهذا الشكل يزيد من نسبة الدماء الذاهبة إلى المخ. والمحور الثاني هو استنشاق الهواء بكثرة، بعدها يرسل هذا الهواء التجويفات الأنفية والحنجرية، والتي تمتلك أغشية مخاطية مغطاه بأطنان من الأوعية الدموية، مما يجعل المخ يستقبل كمية كبيرة من الدم البارد المهدئ له بعد يوم عمل طويل.
المصادر