نجاح العلماء فى نزع الإيدز من الخلايا المناعية البشرية
كتبت : مها طه
وضح علماء من المملكة المتحدة من جامعة ”تمبل“ كيف يمكن تعديل فيروس الإيدز فى الحمض النووي للخلايا المناعية فى جسم الإنسان، وذلك باستخدام تقنية التعديل الجينى ”CRISPR/Cas9“. بهذه الطريقة يمكن وقف انتقال الفيروس للخلايا الغير مُعدلة وراثيًا، ومن المتوقع أن تُحدث هذه التقنية ثورة فى كيفية تحقيق ومعالجة الأسباب الجذرية للمرض الوراثي مما يسمح للعلماء بالوصول لجين معين، وقص ولصق قطع من الحمض النووى لتتغير وظيقة الجين.
أخيرًا حصل العلماء على موافقة لاستخدام هذه التقنية على الأجنة البشرية حتى يتمكنوا من معرفة كيفية تحسين معدلات نجاح عمليات التلقيح الصناعي والحد من حالات الإجها. نجح العلماء فى وقت سابق من هذا العام باستخدام ”CRISPR/Cas9“ لعلاج مرض ضمور العضلات الوراثي لأول مرة فى الثدييات. أظهرت هذا التقنية إمكانية حقيقية كعلاج محتمل لفيروس الإيدز فى المستقبل.
تعمل هذه التقنية من خلال توجيه البروتينات _كالمقص_ لأجزاء مستهدفة من الحمض النووى داخل الخلية، ومن ثم دفعهم إلى التغيير أو ”التعديل“ بطريقة أو بأخرى. يُعبر ”CRISPR“ عن تكرار تسلسل معين من الحمض النووى المُستخرج من أوليات النواة _كائنات وحيدة الخلية مثل البكتريا_، والتي تتزاوج مع الإنزيم توجيه RNA المُسمى بCas9.
بذلك فإن تعديل الحمض النووي للفيروس داخل الخلية البشرية يحتاج لبكتريا حتى تدخل و تواجه الفيروس، وتنتج شريط من الـRNA المطابق لتسلسل الحمض النووى للـDNA الأصلى، شرط الـRNA الناتج عن هذه العملية يُسمي ”الحمض النووى الريبوزى الدليل“، والذي يستولى على إنزيم Cas9، ومعًا سيبحثون عن الفيروس المُطابق، وبمجرد العثور عليه يقوم إنزيم Cas9 بتقطيعه وتدميره.
باستخدام هذه التقنية تمكن الباحثون من القضاء على فيروس الإيدز فى مزارع لجينيوم خلايا T المناعية، وعندما تم تعريض هذه الخلايا مرة أخرى للفيروس كانت محمية من الإصابة به مرة أخرى. وقال قائد فريق البحث ”كامل الخليلي“ أن هذه النتائج مهمة على مستويات متعددة، وأضاف أنهم أثبتوا فاعلية نظام تعديل الجينات فى القضاء على فيروس الإيدز فى الخلايا المناعية البشرية CD4 T، من خلال عمل طفرات فى الجينيوم الفيروسى، وتعطيل النسخ فيه بشكل دائم.
علاوةً على ذلك أضاف ”الخليلي“ أن هذه التقنية أظهرت إمكانية حماية الخلايا من الإصابة بالفيروس مرة أخرى، كما أن استخدامها آمن للخلايا وليس لها أى آثار سامة. وبالرغم من أنه تم تجربة تقنيات تعديل الجينات من قبل على فيروس الإيدز إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتوصل فيها العلماء لمعرفة كيفية منع حدوث إصابات جديدة، وهو أمر حاسم لنجاح العلاج الذي يقدم وقاية أفضل من العقاقير المضادة للفيروس حاليًا، حيث إنه بمجرد التوقف عن تناول هذه الادوية، يبدأ الفيروس فى التفشي بالخلايا المناعية مرة أخرى.
مازال هناك الكثير من العمل الذى يتعين القيام به لجعل هذه التقنية على استعداد لتطبيقها على شئ أكثر تقدمًا من بضع خلايا مناعية بشرية موجودة فى مزرعة داخل معمل، وخاصة فيما يتعلق بدقة عملية القص، ولكن حتى الآن تبدو هذه النتائج مثيرة جدًا للاهتمام.
المصادر