كائنات أقرب إلى الخلود
كتب: أحمد حسين
“الخلود” حلم مستحيل لطالما راود الإنسان، يغلب عليه تحدي الطبيعة. سمعنا عنه كثيرًا في العديد من الأساطير وكتبت عنه العديد من الأفلام . لكن ماذا لو عرفنا أن في الطبيعة نفسها ما يمكن أن يهزم الزمن ويعيش طويلًا جدًا بل ويقترب من الخلود!
– الكركند:
الكركند أو جراد البحر ”Lobster“ هو نوع من القشريات الكبيرة. أعجب ما فيه أنه لا يتقدم في العمر، بمعنى أنه يكبر في الحجم لكن خلاياه ووظائفه البيولوجية لا تنتهي/تموت، بل تبقى كما هي وربما تصبح أقوى، بمعنى أن الكركند كلما عاش كلما كبر حجمه، وزادت قدرته على الفتك بالكائنات الأخرى، وزادت قدرته على التكاثر أيضًا.
في إحدى مطاعم “نيويورك” تم بيع كركند وزنه يتخطى الـ 9 كيلوجرامات، فبحث بعض العلماء وراء ذلك واكتشفوا أن هذا الكركند عمره 140 عامًا. لم يكن هذا أكبر من عُثر عليه، ففي عام 1977 سجلت موسوعة “جينس” للأرقام القياسية وجود كركند وزنه يتخطي الـ 20 كيلوجرام، لنا أن نتخيل كم كان عمر هذا الكركند في ذلك الحين؟
– السلحفاة:
يمكن أن تكون بطيئة، لطيفة، وغير مؤذية، لكنها تبقى تقريبًا طوال عمرها في مرحلة الشباب (المراهقة) بمعنى أنها تقف عند مرحلة عمرية معينة ثم تعيش بعدها طويلًا. عام 2006 ماتت سلحفاة تخطت الـ 170 عامًا واعتقدوا انها كانت الحيوان الأليف الخاص بـ”تشارلز داروين”، لكن 170 عامًا يعتبر بالنسبة لعمر السلاحف عمرًا قصيرًا، فهي يمكن أن تعيش لقرون طويلة، وتتكاثر بشكل عادي إلى أن تموت، لأنها غالبًا ما تموت لأسباب غير التقدم في العمر، فهي تموت مثلًا عن طريق مرض ما، أو إذا وقعت صخرة عملاقة عليها أو غير ذلك، لكنها لا تموت من التقدم في العمر.
– المحار الملزمي:
المحار الملزمي أو الزلفية أو ”Clams“، واحد من الكائنات التي يمكن أن تعيش إلى أكثر من 400 سنة، فهو يتقدم في العمر بمعدل بطيء جدًا. في عام 2007 تم العثور على محار ملزمي ضخم جدًا تم اكتشاف أن عمره حوالي 405 سنة. بالمناسبة المحار الملزمي كائن غير أليف، ففي أحد الأيام حاول أحد الأشخاص الوصول إلى لؤلؤة كبيرة الحجم، فعندما مد يده أمسك بها المحار الملزمي، وظل على هذا الحال لمدة طويلة جدًا حتى مات الرجل، فهو يستطيع _لو أمسك بك_ أن يظل هكذا كما هو لقرون من الزمن.
– التيولا:
التيولا هو أحد أنواع قنديل البحر، يعرف أيضًا باسم ”turritopsisnutricula“، مجموعة من علماء الأحياء اكتشفوا أن هذا النوع يمكنه تجديد خلاياه للأبد، مما يتيح له أن يعيش للأبد، وأنه_كالسلحفاة_ يموت بأسباب غير التقدم في العمر.
– الحوت مقوس الرأس:
بالرغم من أن هذا النوع من الحيتان نوع نادر، ويعيش في الأماكن التي تقترب كثيرًا من الثلوج، إلا أنه يمكنه العيش طويلًا جدًا، لمدة قد تصل إلى 200 عامًا وأكثر. بعض العلماء ظنوا في بداية الأمر أنه يعيش لمدة 60 أو 70 عامًا فقط، لكن في عام 2007 بعض الصيادين أمسكوا بواحد، وعند تحليله اكتشفوا أن هناك جسمًا يلتصق بجسده، عند معرفه هذا الجسم تبين أنه رمحًا كان مربوطًا بأحد القنابل منذ عام ”1890“.
بعض الكائنات الأخرى التي يجب ذكرها أيضًا:
– المستورقات (الديدان البليناريانيه أو planarian worm):
هذا النوع من الديدان يمكنه أن يعيد إنتاج الأجزاء المقطوعة في جسده عن طريق تجديد خلاياه مرة أخرى، يمكن لهذا النوع أيضًا أن يتكاثر إذا انقسم بشكلٍ ما، فكل جزء من الأجزاء المنقسمة يجدد خلاياه،ويعيد بناء الجزء المفقود فيصبح بدل الواحد اثنين.
– دب الماء:
كائن دقيق لا يرى بالعين المجردة، خارق، يمكنه العيش في جميع الظروف القاسية، يمكنه العيش في الفضاء أو في الأرض، يمكنه العيش تحت أي ظرف وفي أي مكان.