القشرة الأرضية أصبحت أكثر رقة مما كانت عليه في أي وقتٍ مضى
كتبت: مها طـه
وجد الباحثون أنه ومنذ تفكك قارة بانجيا (القارة العملاقة التي كانت موجودة قبل 250 مليون عام ونتج عن تفككها كل القارات المعروفة اليوم) وحتى الآن، فإن طبقة الوشاح الداخلية يتم تبريدها بمعدل أسرع بمرتين مما كان يعتقده العلماء، وهو ما جعل القشرة الأرضية أرق مما كانت عليه في أي وقتٍ مضى.
قال ”فان أفيندوك“، الجيوفيزيائي من جامعة تكساس، أنه من المهم ملاحظة تسارع التبريد في القشرة الأرضية خلال فترة المشروع، وأضاف أن الوضع الحالي للأرض، وفقًا لوجود نظرية تكتونية الألواح، يسمح للأرض بتبريد أكثر كفاءة بكثير مما كانت عليه في الماضي.
تحقق ”أفيندوك“ وفريقه من درجات الحرارة العالمية للأرض على مر الزمن، حيث وجدوا أن الأرض تنتج نسب أقل من الماجما عما كانت عليه في عهد الديناصورات، ولتتبع التغيرات في القشرة الأرضية للأرض على مدار 2.5 مليار سنة ماضية، حللوا 234 عينة من قياسات سُمك للقشرة من مختلف أنحاء العالم، وعلى مدى عدد من العصور الجيولوجية.
وجد الباحثون أن سُمك القشرة المحيطية التي تكونت في منتصف العصر الجوراسي قبل 170 مليون سنة كان أكثر سمكًا منها حاليًا بحوالي 1.7 كم، ومنذ ذلك الحين وطبقة الوشاح تبرد أسرع بكثير من المتوقع.
وبناءًا على التحاليل الكيميائية لصخور الحمم البركانية، وجد فريق البحث أنه ومنذ حوالي 2.5 مليار سنة، كان معدل تبريد الوشاح هو من 6 – 11 درجة كل 100 مليون سنة، ولكن قبل 170 مليون سنة ارتفع هذا المعدل ليصل إلى 20 درجة مئوية كل 100 مليون سنة واستمر هكذا حتى الوقت الحالي.
يعتقد الباحثون بأن نظرية الألواح التكتونية التي تقسم الأرض لعدة ألواح تنزلق فوق بعضها يمكنها أن تُفسر عملية التبريد السريع، حيث وقعت واحدة من أكبر التغيرات في ألواح الأرض قبل حوالي 170 مليون سنة، عندما انقسمت قارة بانجيا، وتكونت عنها القارات المنفصلة التي نعرفها اليوم، ويبدو أن هذا الانقسام أدى في النهاية للتبريد.
صرّح ”أفيندوك“ بأن القارة العملاقة كانت بمثابة عازل، ولذلك عندما انقسمت لأجزاء تعرض الوشاح للغلاف الجوي والمحيطات بدأت تبرد أسرع بكثير. بينما انخفضت درجات حرارة الوشاح تحت المحيط الهادئ نحو 13 درجة في 100 مليون سنة، فإن الوشاح تحت المحيط الأطلسي والمحيط الهندي قد بردت حوالي 37 درجة مئوية في 100 مليون.
الدراسة لم تتمكن من تفسير تراجع سُمك القشرة الأرضية على مر الزمن، لكنها نجحت في وضع تفسير لانقسام بانجيا من مقام الأول، حيث من الممكن أن تكون انفصلت كنتيجة للحرارة المختزنة تحتها في الوشاح دون تبريد مستمر لها.
المصادر: sciencealert nature sciencenews