عملنا رقصة للبطريق من جمال مشيته!
كتبت: يارا كمال
في الفترة اللي فاتت، كان كل ما نروح فرح، نلاقي رقصة البطريق. أينعم، أنا مازلت مش فاهمة الشخص اللي ابتكر الرقصة دي ومزيكتها كان بيفكر في إيه وقتها، بس ممكن يكون أثار اهتمامه الطريقة اللي بيمشي بيها البطريق، ولو إنها في الحقيقة أقرب لمشية واحد عنده تسلخات في رأيي 😀
بس أظن إن البطريق حيوان محبب لنفوسنا كلنا، كيوت كده وأهبل في نفسه ولونه أبيض في أسود. بس عمومًا البطريق كائن مميز، يعني مبدئيًا كده هو من الطيور القليلة اللي مابتقدرش تطير. الغريب أكتر في موضوع إنه مِش بيطير، إن من حوالي 60 مليون سنة فاتوا كان طائر بيطير ومع التطور بقى مابيطيرش. الغريب كمان إن أقرب كائن حي منه هو القطرس، وده طائر بحري كبير معروف بإن طول جناحيه من طرف الجناح لطرف الجناح التاني كبير جدًا، وله قدرة استثنائية على التحليق.
غريب طبعًا إن الميزة اللي يحصل عليها طائر من التطور تكون إنه مايطيرش، بس جناحات البطريق القصيرة واللي تشبه الزعانف واللي العضم فيها صلب بتساعد البطريق يعوم بسرعة ويغطس لأعماق أكبر أكتر من أي طائر تاني على وجه الأرض.
البطريق بيسكن نص الكرة الأرضية الجنوبي، وهو واحد من أنواع الطيور القليلة اللي بتقدر تتكاثر في أكتر البيئات برودة. بس على فكرة بقى، البطاريق مش بتعيش بس في المناطق الجليدية، وكمان مش بتعيش في القطب الشمالي!
في الحقيقة، أربعة بس من 18 نوع من البطاريق اللي بيعيشوا ويتكاثروا في أنتاركاتيكا (القارة القطبية الجنوبية)، أما أغلب البطاريق التانية، فبتعيش في نطاق الأجزاء الأكثر برودة في المناطق المعتدلة والمناطق المعتدلة بشكل عام، وبطاريق الجالاباجوس بتعيش قريّب أوي من خط الاستواء قبال ساحل أمريكا الجنوبية. كمان البطاريق بتعيش في جنوب أفريقيا، ناميبيا، أستراليا، ونيوزيلندا وكمان في عدد من الجزر في جنوب المحيط الأطلسي، المحيط الهادي، المحيط الهندي، والمحيط الجنوبي.
بطاريق الجالاباجوس
بالرغم من إن البطاريق بتقضي 75% من حياتها في البحر، لكنها لازم تطلع كل سنة على الشط عشان تتكاثر وتُسقط ريشها.
البطاريق بتعمل أعشاشها بطرق مختلفة على حسب كل نوع: فيه اللي بيحفر جحور في الرمل أو في براز الطيور الجاف مثلًا، وفيه اللي بيبني عشه بين كتلة من العشب النامي، وفيه اللي بيبني عشه من الصخور الصغيرة أو الأعواد أو العضم، وفيه اللي مابيبنيش عش أصلًا.
بالرغم من إن أغلب البطاريق بيبيضوا بيضتين، أكبر نوعين من البطاريق: الـking penguin والـEmperor penguin، بيبيضوا بيضة واحدة وبيحتضنوها في أعلى أقدامهم لمدة شهرين تقريبًا.
للأسف فيه 15 نوع من الـ18 نوع من البطاريق بيعتبروا من الأنواع المهددة بالانقراض بدرجات مختلفة، وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. وفي عشرات السنين الأخيرة، انخفض تعداد أغلب أنواع البطاريق بنسبة أكتر من 90%، ده غير إن فيه نوعين من البطاريق تعداده وصل لبضعة آلاف بس، وهما بطريق الجالاباجوس والبطريق أصفر العينين. المشكلة إن لما البطاريق بتموت، ده معناه إن المحيطات بتموت هي كمان، والمشكلة كمان إن غالب موضوع انخفاض تعداد البطاريق ده راجع لأنشطة الإنسان اللي بيلوّث كل حاجة.
البطريق أصفر العينين
يعني مثلًا من أسباب انخفاض التعداد بالشكل الشديد ده، هو جمع بيض البطريق وجمع براز الطيور البحرية اللي بتحفر فيه البطاريق وتعمل عش وتحط بيضها، واللي الإنسان استخدمه كمكوّن في السماد وفي البارود، وكان شيء مهم جدًا في القرن الـ19 لدرجة إنهم كانوا بيسمّوه «الدهب الأبيض».
ده غير بقى تدمير مواطن البطاريق سواء في البحر أو على البر، وتلويثها بالبلاستيك والكيماويات، بالإضافة لتسريبات النفط على نطاقات واسعة، خلال الخمسين سنة اللي فاتوا، وده قتل أو أثّر على عشرات الآلاف من البطاريق حول العالم.
بس دلوقتي فيه خطرين أساسيين بيحيطوا بالبطاريق هما: الاحتباس الحراري والإفراط في صيد السمك. الاحتباس الحراري ممكن يزوّد شدة العواصف اللي ممكن تهد أعشاش البطريق وممكن يحوّل تيارات الميه الباردة واللي بتاخد الفرايس اللي بيتغذّى عليها البطريق بعيد عن المناطق اللي بيتكاثر فيها وبيدوّر على الأكل فيها. والإفراط في صيد السمك بيهدد مصدر غذائهم الرئيسي.
بس الصراحة والشهادة لله، الإنسان اللي بيتسبب في تهديد البطريق بالانقراض هو برضه اللي بيعمل مشاريع للبحث والحفاظ على البطاريق وعلى أماكن معيشتهم. طب ما كان من الأول!